فقدم عليه بأصبهان فأكرمه السلطان وأقطعه البصرة وعاد إليها سنة ثمان عشرة والله تعالى اعلم * (استيلاء البرسقي على حلب) * لما سار دبيس إلى الإفرنج حرضه على حلب وان ينوب فيها عنهم ووجدهم قد ملكوا مدينة صور وطمعوا في بلاد المسلمين وساروا مع دبيس إلى حلب فحاصروها حتى جهد أهلها الحصار وبها يومئذ تاس بن × × ابن ارتق فاستنجد بالبرسقي صاحب الموصل وشرط عليهم ان يمكنوه من القلعة ويسلموها إلى نوابه وسار إلى انجادهم فأجفل عنهم الإفرنج ودخل إلى حلب فأصلح أمورها ثم سار إلى كفر طاب فملكها من الإفرنج ثم سار إلى قلعة عزار من أعمال حلب وصاحبها حوسكين فحاصرها وسارت إليه عساكر الإفرنج فانهزم وعاد إلى حلب فخلف فيها ابنه مسعودا وعبر الفرات إلى الموصل * (مسير طغرل ودبيس إلى العراق) * ولما ارتحل الإفرنج عن حلب فارقهم دبيس ولحق بالملك طغرل فتلقاه بالكرامة والميرة وأغراه بالعراق وضمن له ملكه فساروا لذلك سنة تسع عشرة وانتهوا إلى دقوقا فكتب مجاهد الدين بهرام بن تكريت إلى المسترشد بخبرهم فتجهز للقائهم وأمر برتقش الزكوي ان يتجهز معه خامس صفر وانتهى إلى الخالص وعدل طغرل ودبيس إلى طريق خراسان ثم نزلوا رباط جلولاء ونزل الخليفة بالدسكرة وفي مقدمته الوزير جلال الدين بن صدقة وسار دبيس إلى جسر النهروان لحفظ المقابر وقد كان رأيه مع طغرل أن يسير طغرل إلى بغداد فيملكها وتقدم دبيس في انتظاره فقعد به المرض عن لحاقه وغشيتهم أمطار أثقلتهم عن الحركات وجاء دبيس إلى النهروان طريحا من التعب والبرد والجوع واعترضوا ثلاثين حملا للخليفة جاءت من بغداد بالملبوس والمأكول فطعموا وأكلوا وناموا في دف ء الشمس وإذا بالمسترشد قد طلع عليهم في عساكره بلغه الخبر بأن دبيسا وطغرل خالفوه إلى بغداد فاضطرب عسكره وأجفلوا راجعين إلى بغداد فلقوا في طريقهم دبيسا كما ذكرنا على دبال غرب النهروان ووقف الخليفة عليه فقبل دبيس الأرض واستعطف حتى هم الخليفة بالعفو عنه ثم وصل الوزير ابن صدقة فثناه عن رأيه ووقف دبيس مع برتقش الزكوي يحادثه ثم شغل الوزير بمد الجسر للعبور فتسلل دبيس ولحق بطغرل وعاد المسترشد إلى بغداد ولحق طغرل ودبيس بهمدان فعاثوا في أعمالها وصادروا أهلها وخرج إليهم السلطان محمود فانهزموا بين يديه ولحقوا بالسلطان سنجر بخراسان شاكين من المسترشد وبرتقش
(٥٣)