أخوه نجم الدين أيوب فنكر عليه وأمره بالمسير إلى حلب حتى يتبين حياة نور الدين من موته فأغذ السير إلى حلب وصعد القلعة وأظهر نور الدين للناس من سطح مشرف فافترقوا عن أخيه أمير أميران فسار إلى حران فملكها فلما أفاق نور الدين سلمها إلى زين الدين على كچك نائب أخيه قطب الدين بالموصل وسار إلى الرقة فحاصرها والله تعالى ولى التوفيق * (خبر سليمان شاه وحبسه بالموصل ثم مسيره منها إلى السلطنة بهمذان) * كان الملك سليمان شاه ابن السلطان محمد بن ملك شاه عند عمه السلطان سنجر بخراسان وقد عهد له بملكه وخطب باسمه على منابر خراسان فلما حصل سنجر في أسر العدو سنة ثمان وأربعين وخمسمائة كما مر في أخبار دولتهم واجتمعت العساكر على سليمان شاه هذا وقدموه فلم يطق مقاومة العدو فمضى إلى خوارزم شاه وزوجه ابنة أخيه ثم بلغه عنه ما ارتاب له فأخرجه من خوارزم وقصد اصبهان فمنعه الشحنة من الدخول فقصد قاشان فبعث إليه محمد شاه ابن أخيه محمود عسكرا دافعوه عنها فسار إلى خراسان فمنعه ملك شاه منها فقصد النجف ونزل؟؟ وأرسل للخليفة المستنصر وبعث أهله وولده رهنا بالطاعة واستأذن في دخول بغداد فأكرمهم الخليفة وأذن له وخرج ابن الوزير ابن هبيرة لتلقيه في الموكب وفيه قاضي القضاة والتقيا ودخل بغداد وخلع عليه آخر سنة خمسين وبعد أيام أحضر بالقصر واستخلف بحضرة قاضي القضاة والأعيان وخطب له ببغداد ولقب ألقاب أبيه وأمر بثلاثة آلاف فارس وسار نحو بلاد الجبل في ربيع سنة احدى وخمسين ونزل الخليفة حلوان واستنفر له ابن أخيه ملك شاه صاحب همذان فقدم إليه في ألفى فارس وجعله سليمان شاه ولى عهده وأمدهما الخليفة بالمال والسلاح ولحق بهما ابلدكز صاحب الري فكثرت جموعهم وبعث السلطان محمد إلى قطب الدين مودود صاحب الموصل وزين الدين كچك على نائبه في المظاهرة والانجاد وسار إلى لقاء سليمان شاه فانهزم وتمزق عسكره وفارقه ابلدكز فذهب إلى بغداد على طريق شهرزور وبلغ خبر الهزيمة إلى زين الدين على كچك فخرج في جماعة من عسكر الموصل وقعد له بشهرزور ومعه الأمير ايراق حتى مر بهم سليمان شاه فقبض عليه زين الدين وحمله إلى الموصل فحبسه بها مكرما وطير إلى السلطان محمود بالخبر فلما هلك السلطان محمود بن محمد سنة خمس وخمسين أرسل أكابر الأمراء من همذان إلى قطب الدين أتابك وزيره وزيرا له وتعاهدوا على ذلك وجهزه قطب الدين جهاز الملك وسار معه زين الدين على كچك في عسكر الموصل إلى همذان فلما قاربوا بلاد الجبل تتابعت العساكر والامداد للقائهم إرسالا واجتمعوا على سليمان
(٢٤٤)