* (فتنة الراشد مع السلطان مسعود ومسيره إلى الموصل وخلعه) * كان كثير من أمراء السلجوقية قد اجتمعوا على الانتقاض على السلطان مسعود والخروج عليه ولحق داود ابن السلطان محمود من آذربيجان ببغداد في صفر سنة اثنين وثلاثين فأنزل بدار السلطنة وراسله أولئك الأمراء وقدم عليه بعضهم مثل صاحب قزوين وصاحب اصبهان وصاحب الأهواز وصاحب الجبلة وصاحب الموصل الأتابك زنكى وخرجت إليهم العساكر من بغداد وولى داود شحنية بغداد وخرج موكب الخليفة مع الوزير جلال الدين الرضى وكان الخليفة قد تغير عليه وعلى قاضي القضاة الزينبي فسمع بهم الأتابك ثم وقعت العزيمة من الراشد والسلطان داود والأتابك زنكى وحلف كل منهم لصاحبه وبعث الراشد إلى الأتابك بمأتي ألف دينار ووصل سلجوق شاه إلى واسط وقبض على الأمير بك آية ونهب ماله فانحدر الأتابك زنكى لمدافعته فاصطلحا وعاد زنكى إلى بغداد ومر على جميع العساكر لقتال السلطان مسعود وخرج على طريق خراسان وبلغهم أن السلطان مسعودا سار إلى بغداد فعاد إليها ثم عاد الملك داود وجاء السلطان مسعود فنزل على بغداد وحاصرهم نيفا وخمسين يوما وارتحل إلى النهروان ثم قدم عليه طرنطاي صاحب واسط بالسفن فرجع إلى بغداد وعبر إلى الجانب الغربي ثم اختلف العسكر ببغداد ورجع الملك داود إلى ولايته بآذربيجان وافترق الأمراء الذين معه ولحق الراشد بالأتابك زنكى في نفر من أصحابه وهو بالجانب الغربي وسار معه إلى الموصل ودخل السلطان مسعود إلى بغداد منتصف ذي القعدة سنة ثلاثين واستقر بها وسكن الناس وجمع القضاة والفقهاء وعرض عليهم يمين الراشد بخطه بأنه متى جمع أو خرج لحرب السلطان فقد خلع نفسه فأفتوا بخلعه ثم وقعت الشهادات من أهل الدولة وغيرهم إلى الراشد بموجبات العزل وكتبت وأفتى الفقهاء عقبها باستحقاق العزل وحكم به القاضي المعين حينئذ لغيبة قاضي القضاة بالموصل مع الراشد ونصب للخلافة؟؟ ابن المستظهر وجاء رسول الأتابك زنكى إلى بغداد وهو القاضي كمال الدين محمد بن عبد الله الشهرزوري وبايع؟؟ بعد أن ثبت عنده الخلع وانصرف إلى الأتابك باقطاع من خاص الخليفة ولم يكن ذلك لاحد قبله وعاد كمال الدين إلى الأتابك وحمل كتب الخلع فحكم بها قاضي القضاة بالموصل وانصرف الراشد عن الموصل إلى آذربيجان كما مر في أخبار الخلفاء والسلجوقية والله تعالى ولى التوفيق * (غزاة العساكر حلب إلى الإفرنج) * ثم اجتمعت عساكر حلب؟؟ مع الأمير أسوار نائب الأتابك زنكى بحلب
(٢٣١)