يفتحوا له ففتحها أهلوهم وملكها وجمع الجموع وسار إلى نصيبين وأغار على جزيرة ابن عمر وهي لجكرمس فكبسه جكرمس وأصحابه في الحرب بينهم فقتله وبكاه جكرمس وكان تحت ياقوتي ابنة عمه سقمان فمضت إلى أبيها وجمعت التركمان وجاء سقمان بهم إلى نصيبين فترك طلب الثار فبعث إليه جكرمس ما أرضاه من المال في ديته ورجع وقدم بماردين بعد ياقوتي أخوه على بطاعة جكرمس وخرج منها لبعض المذاهب وكتب نائبه بها إلى عمه سقمان بأنه يملك ماردين لجكرمس فسار إليها سقمان وعوض عليا ابن أخته جبل جور وأقامت ماردين في ملكه مع حصن كبيفا واستضاف إليهما نصيبين والله أعلم * (وفاة سقمان بن ارتق وولاية أخيه أبى الغازي مكانه بماردين) * ثم بعث فخر الدين بن عمار صاحب طرابلس يستنجد سقمان بن ارتق على الإفرنج وكان استبد بها على الخلفاء العلويين أهل مصر ونازله الإفرنج عندما ملكوا سواحل الشأم فبعث بالصريخ إلى سقمان بن ارتق سنة ثمان وتسعين وأجابه وبينما هو يتجهز للمسير وافاه كتاب طغركين صاحب دمشق المستبد بها من موالي بنى تتش يستدعيه لحضور وفاته خوفا على دمشق من الإفرنج فأسرع المسير إليه معتزما على قصد طرابلس وبعدها دمشق فانتهى إلى القريتين وندم طغركين على استدعائه وجعل يدبر الرأي مع أصحابه في صرفه ومات هو بالقدس فكفاهم الله أمره وقد كان أصحابه عندما أشفى على الموت أشاروا عليه بالرجوع إلى كبيفا فامتنع وقال هذا جهاد وان مت كان لي ثواب شهيد فلما مات حمله ابنه إبراهيم إلى حصن كبيفا فدفنه بها وكان أبو الغازي بن ارتق شحنة بغداد كما قدمناه ولاه السلطان محمد أيام الفتنة بينه وبين أخيه بركيارق فلما اصطلح بركيارق وأخوه سنة تسع وتسعين على أن تكون بغداد له وممالك أخرى من الممالك الاسلامية ومن جملتها حلوان وهي أقطاع أبى الغازي فبادر وخطب لبركيارق ببغداد فنكر عليه ذلك صدقة بن مزيد وكان من شيعة السلطان محمد فجاء إلى بغداد ليزعج أبا الغازي عنها ففارقها إلى يعقوب وبعث إلى صدقة يعتذر بأنه صار في ولاية بركيارق ويحكم الصلح في اقطاعه وولايته فلم يمكنه غير ذلك ومات بركيارق على اثر ذلك فخطب أبو الغازي لابنه ملك شاه فنكر ذلك السلطان محمد منه فلما استولى على الامر عزله عن شحنة بغداد فلحق بالشام وحمل رضوان بن تتش صاحب حلب على حصار نصيبين من بلاد جكرمس فحاصروها وبعث جكرمس إلى رضوان وأغراه بأبي الغازي ففسد ما بينهما ورحلوا مفترقين على نصيبين وسار أبو الغازي إلى ماردين وقد مات أخوه سقمان كما قلناه فاستولى عليها والله تعالى أعلم
(٢١٢)