السلطان قلاون فأكرمهما وخلطهما بولده إلى أن توفى فغر بهما الأشرف إلى القسطنطينية * (انتقاض سنقر الأشقر بدمشق وهزيمته ثم امتناعه بصهيون) * كان شمس الدين سنقر الأشقر لما استقر في نيابة دمشق أجمع الانتقاض والاستبداد وتسلم القلاع من الظاهرية وولى فيها وطالب المنصور قلاون دخول الشام بأسرها من العريش إلى الفرات في ولايته وزعم أنه عاهده على ذلك وولى السلطان على قلعة دمشق مولاه حسام الدين لاشين الصغير سلحدارا في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين فنكر ذلك سنقر وانتقض ودعا لنفسه ثم بلغه خبر قلاون وجلوسه على التخت فدعا الأمراء وأشاع ان قلاون قتل واستحلفهم على منعته وحبس من امتنع من اليمين وتلقب الكامل وذلك في ذي الحجة من السنة وقبض على لاشين نائب القلعة وجهز سيف الدين إلى الممالك الشامية والقلاع للاستحلاف وولى في وزارة الشأم مجد الدين إسماعيل ابن كسيرات وسكن سنقر بالقلعة ثم بعث السلطان ايبك الافرم بالعساكر إلى الكرك لما توفى السعيد صاحبها وانتهى إلى غزة واجتمع إليه ببليك الايدمرى منقلبا من الشوبك بعد فتحه فحذرهم سنقر الأشقر وخاطب الافرم يتجنى على السلطان بأنه لم يفرده بولاية الشأم وولى في قلعة دمشق وفي حلب وبعث الافرم بالكتاب إلى السلطان قلاون فأجابه وتقدم إلى الافرم أن يكاتبه بالعزل فيما فعله وارتكبه فلم يرجع عن شأنه وجمع العساكر من عمالات الشأم واحتشد العربان وبعثهم مع قراسنقر المعرى إلى غزة فلقيهم الافرم وأصحابه وهزموهم وأسروا جماعة من أمرائهم وبعثوا بهم إلى السلطان قلاون فأطلقهم وخلع عليهم ولما وصلت العساكر مفلولة إلى دمشق عسكر سنقر الأشقر بالمرج وكاتب الأمراء بغزة يستميلهم وبعث السلطان العساكر بمصر مع علم الدين سنجر لاشين المنصوري وبدر الدين بكتاش الفخري السلحدار فساروا إلى دمشق فلقيهم الأشقر على الجسر بالكسرة فهزموه في صفر سنة تسع وسبعين وتقدموا إلى دمشق فملكوها وأطلق علم الدين سنجر لاشين المنصوري من الاعتقال وولاه نيابة دمشق وولى على القلعة سيف الدين سنجار المنصوري وكتب إلى السلطان بالفتح وسار سنقر إلى الرحبة فامتنع عليه نائبها فسار إلى عيسى بن مهنا ورجع عنه إلى الفل وكاتبوا ابغا ملك التتر واستحثوه لملك الشأم يستميلونه فلم يجب وبعث إليه العساكر فأجفلوا إلى صهيون وملكها سنقر وملك معها شيزر وبعث السلطان العساكر لحصار شيزر مع عز الدين الافرم فحاصرها وجاءت الاخبار بزحف ابغا ملك التتر إلى الشأم في مواعدة سنقر وابن مهنا واستدعى صغار صاحب بلاد الروم فيمن معه من المغل وانه بعث بيد وابن
(٣٩٦)