معاوضته على سنجار وتحميهم له ولم يكن لعز الدين مخالفا لتمكنه في الدولة وكثرة بلاده وعساكره فأخذ سنجار من أخيه عماد الدين وأعطاه حلب وسار إليها عماد الدين وملكها وسهل أمره على صلاح الدين بعد أن كان متخوفا من عز الدين على دمشق والله سبحانه وتعالى أعلم [مسير صلاح الدين إلى بلاد الجزيرة وحصاره الموصل واستيلاؤه على كثير من بلادها ثم على سنجار] كان عز الدين صاحب الموصل قد أقطع مظفر الدين كرجكرى زين الدين كجك مدينة حران وقلعتها ولما سار صلاح الدين لحصار البيرة جنح إليه مظفر الدين ووعده النصر واستحثه للقدوم على الجزيرة فسار إلى الفرات موريا بقصد؟؟ وعبر إليه مظفر الدين فلقيه وجاء معه إلى البيرة وهي قلعة منيعة على الفرات من عدوة الجزيرة وكان صاحبها من بنى ارتق أهل ماردين قد أطاع صلاح الدين فعبر من جسرها وعز الدين صاحب الموصل يومئذ قد سار ومعه مجاهد الدين إلى نصيبين لمدافعة صلاح الدين عن حلب فلما بلغهما عبوره الفرات عادا إلى الموصل وبعثا حامية إلى الرها وكاتب صلاح الدين ملوك النواحي بالنجدة والوعد على ذلك وكان تقدم العهد بينه وبين نور الدين محمد بن قرى أرسلان صاحب كيفا على أن صلاح الدين يفتح آمد ويسلمها إليه فلما كاتبهم الآن كان صاحب كيفا أول مجيب وسار صلاح الدين إلى الرها فحاصرها في جمادى سنة ثمان وسبعين وبها يومئذ فخر الدين مسعود الزعفراني فلما اشتد به الحصار استأمن إلى صلاح الدين وحاصر معه القلعة حتى سلمها نائبها على مال أخذه وأقطعها صلاح الدين مظفر الدين كوكبرى صاحب حران وسار عنها إلى الرقة وبها نائبها قطب الدين نيال بن حسان المنبجي فأجفل عنها إلى الموصل وملكها صلاح الدين وسار إلى الخابور وهو قرقيسيا وماكسين وعرمان فاستولى على جميعها وسار إلى نصيبين فملكها لوقتها وحاصر القلعة أياما وملكها وأقطعها أبا الهيجاء السمين من أكبر أمرائه وسار عنها وملكها ومعه صاحب كيفا وجاءه الخبر بأن الإفرنج أغاروا على أعمال دمشق ووصلوا داريا فلم يحفل بخبرهم واستمر على شأنه وأغراه مظفر الدين كوكبرى وناصر الدين محمد بن شيركوه بالموصل ورجحا قصدها على سنجار وجزيرة ابن عمر كما أشار عليهما فسار صلاح الدين وصاحبها عز الدين ونائبه مجاهد الدين وقد جمعوا العساكر وأفاضوا العطاء وشحنوا البلاد التي بأيديهم كالجزيرة وسنجار والموصل وأربل وسار صلاح الدين حتى قاربها وسار هو ومظفر الدين وابن شيركوه في أعيان دولته إلى السور فرآه مخايل الامتناع وقال لمظفر الدين ولناصر الدين
(٢٥٩)