الا القليل وارتحلوا عائدين إلى جنكزخان بأرض الطالقان ورجع القفجاق إلى بلادهم واستقروا فيها والله تعالى ولى التوفيق بمنه وكرمه * (مسير جنكزخان إلى خراسان وتغلبه على أعمالها وعلى خوارزم شاه) * كان جنكزخان بعد أن أجفل خوارزم شاه من جيحون ومسير التتر المغربة في طلبه ؟؟ سمرقند فبعث عسكرا إلى ترمذ وعسكرا إلى فرغانة وعسكرا إلى خوارزم وعسكرا إلى خراسان وكان عسكر خوارزم أعظمها لأنها كرسي الملك ومأوى العساكر وبعث مع العساكر ابنه جفطاي واركطاي فحاصروها خمسة أشهر وامتنعت فأمدهم جنكزخان بالعساكر متلاحقة وملكوها ناحية ناحية إلى أن استوعبوا ثم نقبوا السد الذي يمنع ماء جيحون عنها فسال إليها جيحون فغرقها وتقسم أهلها بين السند والعراق هكذا قال ابن الأثير وقال النسابي كاتب جلال الدين ان دوشى خان عرض عليهم الأمان وخرجوا إليه فقتلهم أجمعين وذلك في محرم سنة سبع عشرة وعاد دوشى خان والعساكر إلى جنكزخان فوجدوه بالطالقان وأما عسكر ترمذ فساروا إليها وملكوها وتقدموا إلى كلابة من قلاع جيحون فملكوها وخربوها وعسكر فرغانة كذلك وأما عسكر خوارزم فعبروا إلى بلخ وملكوها على الأمان سنة سبع عشرة وأنزلوا بها شحنة ثم ساروا إلى الزوزان وايدحور ومازندان فملكوها وولوا عليها ثم ساروا إلى الطالقان وحاصروا قلعة صاركوه وكانت منيعة وجاءهم جنكزخان بنفسه بعد امتناعها ستة أشهر فحاصروها أربعة أشهر أخرى ثم أمر بنقل الخشب والتراب ليجتمع به تل يتعالى به البلد فلما استيقنوا الهلكة فتحوا الباب وصدقوا الحملة فنجا الخيالة وتفرقوا في البلاد والشعاب وقتل الرجالة ودخل التتر فاستباحوها وبعث جنكزخان عسكرا إلى سبا مع صهره قفجاق نون فقتل في حصارها ثم ملكوها فاستباحوها وخربوها ويقال قتل فيها أكثر من سبعين ألفا ثم بعث جنكزخان في العساكر إلى وقد كان الناجون من هذه الوقائع انزووا إليها فاجتمعوا بظاهرها أكثر من مائتي ألف لا يشكون في الظفر فلما زحف إليهم التتر ولوا منهزمين وأثخنوا فيهم ثم حاصروا البلد خمسة أشهر واستنزلوا أميرها على الأمان ثم قتلوهم جميعا وحضر جنكزخان قتلهم يقال قتل فيها سبعمائة ألف ثم ساروا إلى نيسابور فاقتحموها عنوة وقتلوا وعاثوا ثم إلى طرابلس كذلك ثم ساروا إلى هراة فملكوها على الأمان وأنزلوا عندهم الشحنة وعادوا إلى جنكزخان بالطالقان وهو يرسل العساكر والسرايا في نواحي خراسان حق أتوا عليها تخريبا وذلك كله سنة سبع عشرة والله تعالى اعلم * (اجفال جلال الدين ومسير التتر في اتباعه وفراره إلى الهند) *
(٥٢١)