أبا طالب وبهرام وكان يستعين بالباطنية في أموره ويداخلهم ولما توفى بايع مولاه لؤلؤ الخادم لابنه البارسلان صبيا مغتلما وكانت في لسانه حبسة فكان يلقب الأخرس وكان لؤلؤ مستبدا عليه ولأول ملكه قتل أخويه وكل ملك شاه منهما شقيقه وكانت الباطنية كثيرا في حلب في أيام رضوان حتى خافهم ابن بديع وأعيانها فلما توفى أذن لهم البارسلان في الايقاع بهم فقبضوا على مقدمهم ابن طاهر الصابغ وجماعة من أصحابهم فقتلوهم وافترق الباقون [مهلك لؤلؤ الخادم واستيلاء أبى الغازي ثم مقتل البارسلان وولاية أخيه السلطان شاه] كان لؤلؤ الخادم قد استولى على قلعة حلب وولى أتابكية البارسلان ابن مولاه رضوان ثم تنكر له فقتله لؤلؤ ونصب في الملك أخاه سلطان شاه واستبد عليه فلما كان سنة احدى عشرة سار إلى قلعة جعفر للاجتماع بصاحبها سالم بن مالك فغدر به مماليكه الأتراك وقتلوه عند خرتبرت وأخذوا خزائنه واعترضهم أهل حلب فاستعادوا منهم ما أخذوه وولى أتابكية سلطان شاه بن رضوان شمس الخواص بارقياس وعزل لشهر وولى بعده أبو المعالي بن الملحى الدمشقي ثم عزل وصودر واضطربت الدولة وخاف أهل حلب من الإفرنج فاستدعوا أبا الغازي بن أتق وحكموه على أنفسهم ولم يجد فيها مالا فصادر جماعة الخدم وصانع بمالهم الإفرنج حتى صار إلى ماردين بنية العود إلى حمايتها واستخلف عليها ابنه حسام الدين مرتاش وانقرض ملك رضوان بن تتش من حلب والله سبحانه وتعالى أعلم * (هزيمة طغركين أمام الإفرنج) * كان ملك الإفرنج بقدوين صاحب القدس قد توفى سنة ثنتي عشرة وقام بملكهم بعده القمص صاحب الرها الذي كان أسره جكرمس وأطلقه جاولى كما تقدم في أخبارهم وبعث إلى طغركين في المهادنة وكان قد سار من دمشق لغزوهم فأبى من اجابته وسار إلى طبرية فنهبها واجتمع بقواد المصريين في عسقلان وقد أمرهم صاحبهم بالرجوع إلى رأى طغركين ثم عاد إلى دمشق وقصد الإفرنج حصنا من أعماله فاستأمن إليهم أهله وملكوه ثم قصدوا أذرعات فبعث طغركين ابنه بورى لمدافعتهم فتنحوا عن أذرعات إلى جبل هناك وحاصرهم بورى وجاء إليه أبو طغركين فراسلوه ليفرج عنهم فأبى طمعا في أخذهم فاستماتوا وحملوا على المسلمين حملة صادقة فهزموهم ونالوا منهم ورجع الفل إلى دمشق وسار طغركين إلى أبي الغازي بحلب يستنجده فوعده بالنجدة وسار إلى
(١٥٤)