ابن أيوب فأطلقه سنة سبعين وخمسمائة ولحق بطرابلس ولم تزل في ملكه وملك ولده إلى أن فتحها المنصور سنة ثمان وثمانين كما مر والله تعالى أعلم * (انشاء المدرسة والمارستان بمصر) * كان المنصور قلاون قد اعتزم على انشاء المارستان بالقاهرة له؟؟ الأماكن حتى وقف نظره على الدار القطبية من قصور العبيديين وما يجاورها من القصرين واعتمد انشاءه هنالك وجعل الدار أصل المارستان وبنى بإزائه مدرسة لتدريس العلم وقبة لدفنه وجعل النظر في ذلك لعلم الدين الشجاعي فقام بانشاء ذلك لأقرب وقت وكملت العمارة سنة اثنتين وثمانين وستمائة ووقف عليها أملاكا وضياعا بمصر والشأم وجلس بالمارستان في يوم مشهود وتناول قدحا من الأشربة الطبية وقال وقفت هذا المارستان على مثلي فمن دوني من أصناف الخلق فكان ذلك من صالح آثاره والله أعلم * (وفاة المنصور قلاون وولاية ابنه خليل الأشرف) * كان المنصور قلاون قد عهد لابنه علاء الدين ولقبه الصالح وتوفى سنة سبع وثمانين فولى العهد مكانه ابنه الآخر خليل ثم انتقض الإفرنج بعكا وأغاروا على النواحي ومرت بهم رفقة من النجار برقيق من الروم والترك جلبوهم للسلطان فنهبوهم وأسروهم فاجمع السلطان غزوهم وخرج في العساكر بعد الفطر من سنة تسع وثمانين واستخلف ابنه خليلا على القاهرة ومعه زين الدين سيف وعلم الدين الشجاعي الوزير وعسكر يظاهر البلد فطرقه المرض ورجع إلى قصره فمرض وتوفى في ذي القعدة من السنة فبويع ابنه خليل ولقب الأشرف وكان حسام الدين طرنطاي نائب المنصور إليه فأقره وأشرك معه زين الدين سيف في نيابة العتبة وأقر علم الدين الشجاعي على الوزارة وبدر الدين بيد وأستاذ داره وعز الدين ايبك خزندار وكان حسام الدين لاشين السلحدار نائبا بدمشق وشمس الدين قراسنقر الجوكندار نائبا بحلب فأقرهما وجمع ما كان بالشأم من ولاة أبيه ثم قبض على النائب حسام الدين طرنطاي لأيام قلائل وقتله واستولى على مخلفه وكان لا يعبر عنه كان الناض منها ستمائة ألف دينار وحملت كلها لخزانته واستقل بدر الدين بالنيابة وبعث إلى محمد بن عثمان بن السلعوس من الحجاز فولاه الوزارة وكان تاجرا من تجار الشأم وتقرب له أيام أبيه واستخدم له فاستعمله في بعض اقطاعه بالشأم ووفر جبايتها فولاه ديوانه بمصر فأسرف في الظلم وأنهى أمره إلى طرنطاي النائب فصادره المنصور وامتحنه ونفاه عن الشأم وحج في هذه السنة
(٤٠٣)