* (استيلاء الإفرنج على جبيل وعكا) * وفي سنة سبع وتسعين وصلت مراكب من بلاد الإفرنج تحمل خلقا كثيرا من التجار والحجاج فاستعان بهم صنجيل على حصار طرابلس فحاصروها حتى يئسوا منها فارتحلوا إلى جبيل وملكوها بالأمان ثم غدروا بأهلها وأفحشوا في استباحتها ثم استنجدهم بقدوين ملك القدس على حصار عكا فحاصروها برا وبحرا وبها الدولة؟؟ الجيوش من قبل ملك الحيوش الأفضل صاحب مصر فدافعهم حتى عجزوا وهرب عنها إلى دمشق وملك الإفرنج عكا عنوة وأفحشوا في استباحتها والله تعالى أعلم * (عز وأمراء السلجوقية بالجزيرة الفرنج) * كان المسلمون أيام تغلب الإفرنج على الشأم في فتنة واختلاف تمكن فيها الإفرنج واستطالوا وكانت حران وحمص لمولى من موالي ملك شاه اسمه قراجا والموصل لجكرمس وحصن كيفا لسقمان بن ارتق وعصى في حران على قراجا بأسه فيها فاغتاله جاولى مولى من موالي الترك وقتله فطمع الإفرنج في حران وحاصروها وكان بين جكرمس وسقمان فتنة وحرب فوضعوا أوزارها لتلافي حران واجتمعا على الخابور وتحالفا ومع سقمان سبعة آلاف من قومه التركمان ومع جكرمس ثلاثة آلاف من قومه الترك ومن العرب والأكراد وسار إليهم الإفرنج من حران فاقتتلوا واستطرد لهم المسلمون بعبدا ثم كروا عليهم فأثخنوا فيهم واستباحوا أموالهم وكان اسمند صاحب أنطاكية وسكرى صاحب الساحل قد أكمنوا للمسلمين وراء الجبل فلم يظهر لهم انهم أصحابهم وأقاموا هنالك إلى الليل ثم هربوا وشعر بهم المسلمون فاتبعوهم وأثخنوا فيهم وأسر في تلك الواقعة القمص بردويل صاحب الرها أسره بعض التركمان من أصحاب سقمان فشق ذلك على أصحاب جكرمس لكثرة ما أمتاز الترك من الغنائم وحسنوا له أخذ القمص؟؟ من سقمان فأخذه وأراد التركمان محاربة جكرمس وأصحابه عليه فمنعهم سقمان حذرا من اختلاف المسلمين وسار مفارقا لهم وكان يمر بحصون الإفرنج فيخرجون إليه ظنا بنصر أصحابهم فملكها عليهم وسار جكرمس إلى حران فملكها وولى عليها من قبله ثم سار إلى الرها وحاصرها أياما وعاد إلى الموصل وفادى القمص بردويل بخمسة وثلاثين ألف دينار ومائة وستين أسيرا والله سبحانه وتعالى ولى التوفيق بمنه وكرمه * (حرب الإفرنج مع رضوان بن تتش صاحب حلب) * ثم سار سكرى صاحب أنطاكية من الإفرنج سنة ثمان وتسعين إلى حصن اريام من
(١٨٨)