قتله في واقعة حطين كما مر ثم ارتجعها الإفرنج بعد ذلك على يد البرنس الأشتر وأظنه صنكل ثم صارت لابنه تيمند ثم لابنه سمند وكان عندما حاصرها الظاهر بطرابلس وكان بها كند إصطبل عم يغمور ملك الأرمن أفلت من الواقعة عليه بالذرابند واستقر بأنطاكية عند سمند فخرج في جموعه لقتال الظاهر فانهزم أصحابه وأسر على أن يحمل أهل أنطاكية على الطاعة فلم يوافقوه ثم جهدهم الحصار واقتحمها المسلمون عنوة وأثخنوا فيهم ونجا فلهم إلى القلعة فاستنزلوا على الأمان وكتب الظاهر إلى ملكهم سمند وهو بطرابلس وأطلق كندا صطبل وأقاربه إلى ملكهم هيثوم بسيس ثم جمع الغنائم وقسمها وخرب قلعة أنطاكية وأضرمها نارا واستأمن صاحب بغراس فبعث إليه سنقر الفارقي أستاذ داره فملكها وأرسل صاحب عكا إلى الظاهر في الصلح وهو ابن أخت قبرس فعقد له السلطان الصلح لعشر سنين ثم عاد إلى مصر فدخلها ثالث أيام التشريق من السنة والله تعالى أعلم * (الصلح مع التتر) * ثم نهض السلطان من مصر سنة سبع وستين لغزو الإفرنج بسواحل الشأم وخلف على مصر عز الدين أيدمر الحلي مع ابنه السعيد ولى عهده وانتهى إلى أرسوف فبلغه أن رسلا جاؤوا من عند ابغا بن هلاكو ومروا بتكفر ملك الروم فبعث بهم إلى فبعث أميرا من حلب لاحضارهم وقرأ كتاب ابغا بسعي تكفر في الصلح ويحتال فيما أذاعه من رسالته فأعاد رسله بجوابهم وأذن للأمراء في الانطلاق إلى مصر ورجع إلى دمشق ثم سار منها في خف من العسكر إلى القلاع وبلغه وفاة أيدمر الحلي بمصر فخيم بخربة اللصوص وأغذ السير إلى مصر متنكرا منتصف شعبان في خف من التركمان وقد طوى خبره عن معسكره وأوهمهم القعود في خيمته عليلا ووصل إلى القلعة ليلة الثلاثاء رابعة سفره فتنكر له الحراس وطولع مقدم الطواشية فطلب منهم امارة على صدقهم فأعطوها ثم دخل فعرفوه وباكر الميدان يوم الخميس فسر به الناس ثم قضى حاجة نفسه وخرج ليلة الاثنين عائدا إلى الشأم كما جاء فوصل إلى مخيمه ليلة الجمعة تاسع عشر شعبان وفرح الأمراء بقدومه ثم فرق البعوث في الجهات وأغاروا على صور وملكوا احدى ضياع؟؟ وساحوا في بسيط كركو فاكتسحوها وامتلأت أيديهم بالغنائم ورجعوا والله تعالى أعلم * (استيلاء الظاهر على صهيون) *
(٣٨٨)