بلادهم وخرج أهل حلب فتلقوا البرسقي فدخل واستولى على حلب وأعمالها ولم تزل بيده إلى أن هلك وملكها ابنه عز الدين ثم هلك فولى السلطان محمود عليها أتابك زنكى حسبما يأتي في أخبار دولته ورجع تمرتاش إلى ماردين واستمر ملكه بها وكان مستوليا على كثير من قلاع ديار بكر ثم استولى سنة ثنتين وثلاثين على قلعة الساج من ديار بكر وكانت بيد بعض بنى مروان من بقايا ملوك الأولين وكان هذا آخرهم بهذه القلعة وكان ملك ميافارقين قد سار لحسام الدين تمرتاش وملكها من يد أخيه سليمان ولم يزل تمرتاش ملكا بماردين إلى أن هلك سنة سبع وأربعين وخمسمائة لاحدى وثلاثين سنة من ملكه والله تعالى ولى التوفيق * (وفاة تمرتاش وولاية ابنه ألبى بعده) * ثم توفى حسام الدين تمرتاش سنة سبع وأربعين وخمسمائة كما قلناه فملك بعده ابنه بماردين ألبى بن تمرتاش وبقي ملكا عليها إلى أن مات وولى بعده ابنه أبو الغازي بن ألبى إلى أن مات ولم يذكر ابن الأثير تاريخ وفاتهما وقال مؤرخ حماة لم يقع إلى تاريخ وفاتهما * (ولاية حسام الدين بولق أرسلان بن أبي الغازي بن ألبى) * ولما توفى أبو الغازي بن ألبى قام بأمر ملكه نظام الملك النقش ونصب للملك مكانه ابنه بولق أرسلان طفلا واستبد عليه وكان النقش غالبا على هواه حيث صار أمر الطفل في يده ولم تزل حالهم على ذلك إلى أن هلك حسام الدين في سنة خمس وتسعين وخمسمائة على عهد بولق هذا وكناه ابن الأثير حسام الدين ناصر الملك قصد العادل أبو بكر ابن أيوب ماردين وخشيت ملوك الجزيرة ولم يقدروا على منعه ثم توفى العزيز بن صلاح الدين صاحب مصر وولى أخوه الأفضل فاستنفر العادل أهل مصر ودمشق وأهل سنجار وبعثهم مع ابنه الكامل وحاصروا ماردين فبعث إليه النقش المستولي على بولق بالطاعة وتسليم القلعة لاجل معلوم على أن يدخل إليهم الأقوات ووضع العادل ابنه على بابها أن لا يدخلها زائد على القوت فصانعوا الولد بالمال وشحنوها بالأقوات وبينما هم في ذلك جاء نور الدين صاحب الموصل لانجادهم وقاتلهم فانهزم عساكر العادل وخرج أهل القلعة فأوقعوا بعسكر الكامل ابنه فرحلوا جميعا منهزمين ونزل حسام الدين بولق إلى نور الدين ولقيه وشكر وعاد ونزل نور الدين على دبيس ثم رحل عنها قاصدا حوران كما نذكره في أخبار دولته ان شاء الله تعالى والله أعلم * (وفاة بولو وولاية أخيه ارتق) * ولما هلك بولو أرسلان نصب لؤلؤ الخادم بعده للملك أخاه الأصغر ناصر الدين ارتق
(٢١٧)