قد استخلف على الكرك عندما سار إلى حلب ابنه الأصغر عيسى ولقبه المعظم فغضب أخواه الأكبر ان الأمجد حسن والظاهر شادي فقبضا على أخيهما عيسى ووفدا على الصالح سنة ست وأربعين وهو بالمنصورة قبالة الإفرنج فملك الكرك والشوبك منهما وولى عليهما بدرا الصواى وأقطعهما بالديار المصرية والله سبحانه وتعالى أعلم [وفاة الصالح أيوب صاحب مصر والشأم وسيد ملوك الترك بمصر وولاية ابنه تورانشاه وهزيمة الإفرنج وأسر ملكهم] ثم توفى الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل سنة سبع وأربعين بمكانه من المنصور قبالة الإفرنج وخشى أهل الدولة من الإفرنج فكتموا موته وقامت أم ولده شجر الدن بالأمر وجمعت الأمراء وسيروا بالخبر إلى حسام الدين الهدباني بمصر فجمع الأمراء وقوى جاشهم واستحلفهم وارسل الأتابك فخر الدين بن الشيخ بالخبر إلى المعظم تورانشاه بن الصالح واستدعاه من مكان امارته بحصن كيفا ثم انتشر خبر الوفاة وبلغ الإفرنج فشرهوا إلى قتال المسلمين ودلفوا إلى المعسكر فانكشف المسلمون وقتل الأتابك فخر الدين ثم أناح الله الكرة للمسلمين وانهزم الإفرنج ووصل المعظم تورانشاه من مكانه بحصن كيفا لثلاثة أشهر أو تزيد فبايعه المسلمون واجتمعوا عليه واشتدوا في قتال الإفرنج وغلبت أساطيلهم أساطيل العدو وسأل الإفرنج في الافراج عن دمياط على أن يعاضوا بالقدس فلم يجبهم المسلمون إلى ذلك وسارت سرايا المسلمين من حولها وفيما بين معسكرهم وبين دمياط فرحلوا راجعين إليها واتبعهم المسلمون فأدركهم الدهش وانهزموا وأسر ملكهم ري افرنس وهو المعروف بالفرنسيس وقتل منهم أكثر من ثلاثين ألفا واعتقل الفرنسيس بالدار المعروفة بفخر الدين بن لقمان ووكل الخادم صبيح المعظمي ثم رحل المعظم بعساكر المسلمين راجعا إلى مصر والله تعالى أعلم * (مقتل المعظم تورانشاه وولاية شجر الدر وفداء الفرنسيس بدمياط) * ولما بويع المعظم تورانشاه وكانت له بطانة من المماليك جاء بهم من كيفا فتسلطوا على موالي أبيه وتقسموهم بين النكبة والاهمال وكان للصالح جماعة من الموالى وهم البحرية الذين كان ينزلهم بالدار التي بناها إزاء المقياس وكانوا بطانته وخالصته وكان كبيرهم بيبرس وهو الذي كان الصالح بعثه بالعساكر لقتال الخوارزمية عندما زحفوا مع عمه الصالح إسماعيل صاحب دمشق وقد مر ذكر ذلك فصارت طاغيته معهم استمالهم الصالح فصاروا معه وزحفوا مع عساكره إلى عساكر دمشق والإفرنج
(٣٦٠)