قلاع الهكارية والزوزان في الطاعة له فأجابوه وملكها وولى عليها والله أعلم * (مظاهرة الأشرف بن العادل للؤلؤ صاحب الموصل) * ولما استولى عماد الدين زنكى على قلاع الهكارية والزوزان وظاهره مظفر الدين صاحب أربل خاف لؤلؤ غائلته فبعث بطاعته إلى الأشرف موسى بن العادل وقد ملك أكثر بلاد الجزيرة وخلاط وأعمالها ويسأله المعاضدة فأجابه وكان يومئذ بحلب في مدافعة كيكاوس صاحب بلاد الروم عن أعمالها فأرسل إلى مظفر الدين بالنكير عليه فيما فعل من نقضه العهد الذي كان بينهم جميعا كما مر ويعزم عليه في إعادة ما أخذ من بلاد الموصل ويتوعده ان أصر على مظاهرة زنكى بقصد بلاده فلم يجب مظفر الدين إلى ذلك واستألف على أمره صاحب ماردين وناصر الدين محمودا صاحب كيفا وآمد فوافقوه وفارقوا طاعة الأشرف في ذلك فبعث الأشرف عساكره إلى نصيبين لانجاد لؤلؤ متى احتاج إليه والله تعالى أعلم * (واقعة عساكر لؤلؤ بعماد الدين) * ولما عاد عسكر الموصل عن حصار العمادية خرج زنكى إلى قلعة العقر ليتمكن من أعمال الموصل الصحراوية إذ كان قد فرغ من أعمالها الجبلية وأمده مظفر الدين صاحب أربل بالعساكر وعسكر جند الموصل على أربع فراسخ من البلد من ناحية العقر ثم اتفقوا على المسير إلى زنكى وصبحوه آخر المحرم ستة ست عشرة وستمائة وهزموه فلحق بأربل وعاد العسكر إلى مكانهم ووصل رسل الخليفة الناصر والأشرف ابن العادل في الصلح بينهما فاصطلحوا وتحالفوا والله تعالى أعلم * (وفاة نور الدين صاحب الموصل وولاية أخيه ناصر الدين) * لما توفى نور الدين أرسلان شاه بن الملك القاهر كما قدمناه من سوء مزاجه واختلاف الاسقام عليه فتوفى قبل كمال الحول ونصب لؤلؤ مكانه أخاه ناصر الدين محمد بن القاهر في سن الثلاث واستحلف له الجند وأركبه في الموكب فرضى به الناس لما بلوا من عجز أخيه عن الركوب لمرضه والله تعالى ولى التوفيق * (هزيمة لؤلؤ صاحب الموصل من مظفر الدين صاحب أربل) * ولما توفى نور الدين ونصب لؤلؤ أخاه ناصر الدين محمدا على صغر سنه تجدد الطمع لعماد الدين عمه ولمظفر الدين صاحب أربل في الاستيلاء على الموصل وتجهزوا لذلك وعاثت سراياه في نواحي الموصل وكذا لؤلؤ قد بعث ابنه الأكبر في العساكر نجدة للملك الأشرف وهو يقصد بلاد الإفرنج بالسواحل ليأخذ بحجزتهم عن امداد إخوانهم
(٢٧٠)