أخاه غياث الدين نائبا ما ملك منها وآمره بتدويخ بلادهم وتخريبها وعاد إلى تبريز فقبض على نظام الملك الطغرائي وأصحابه فقتلهم وصادر شمس الدين على مائة ألف وحبسه بمراغة ففر منها إلى أزبك ثم لحق ببغداد وحج سنة خمس وعشرين وبلغ السلطان تنصله في المطاف ودعاؤه على نفسه وكان فعل شيئا من ذلك فأعاده إلى تبريز ورد عليه أملاكه ثم بعثت إليه زوجة أزبك في الخطبة وان أزبك حنث فيها بالطلاق فحكم قاضي تبريز عز الدين القزويني بحلها للنكاح فتزوجها السلطان جلال الدين وسار إليها فدخل في خوى ومات أزبك لما لحقه من الغم بذلك ثم عاد السلطان إلى تبريز فأقام بها مدة ثم بعث العساكر مع ارخان إلى كنجة من أعمال نقجوان وكان بها أزبك ففارقها وترك بها جلال الدين القمي نائبا فملكها عليه ارخان واستولى على أعمالها مثل وشمكور وبردعة وشنة وانطلقت أيدي عساكره في النهب فشكا أزبك إلى جلال الدين فكتب إلى ارخان بالمنع من ذلك وكان مع ارخان نائب الوزير إلى السلطان فعزل ارخان وذهب مغاضبا إلى أن قتلته الإسماعيلية وفي آخر رمضان من سنة ثنتين وعشرين توفى الخليفة الناصر لسبع وأربعين سنة من خلافته واستخلف بعده ابنه الظاهر أبو نصر محمد بعهده إليه بذلك كما مر في أخبار الخلفاء * (استيلاء جلال الدين على تفليس من الكرج بعد هزيمته إياهم) * كان هؤلاء الكرج اخوة الأرمن وقد تقدم نسبة الأرمن إلى إبراهيم عليه السلام وكان لهم استطالة بعد الدولة السلجوقية وكانوا من أهل دين النصرانية فكان صاحب أرمن الروم يخشاهم وبدين لهم بعض الشئ حتى أن ملك الكرج كان يخلع عليه فيلبس خلعته وكان شروان صاحب الدرنبر يخشاهم وكذلك ملكوا مدينة أرجيش من بلاد أرمينية ومدينة فارس وغيرها وحاصروا مدينة خلاط قاعدتها فأسر بها مقدمهم ايواى وفادوه بالرحيل عنهم بعدان اشترطوا عليه متابعته لهم في قلعة خلاط فبنوها وكذلك هزموا ركن الدولة فليحا أرسلان صاحب بلاد الروم لما زحف لأخيه طغرل شاه بارزن الروم استنجدهم طغرل فأنجدوه وهزموا ركن الدين أعظم ما كان ملكا واستفحالا وكانوا يجوسون خلال آذربيجان ويعيثون في نواحيها وكان ثغر تفليس من أعظم الثغور طرزا على من يجاوره منذ عهد الفرس وملكه الكرج سنة خمس عشرة وخمسمائة أيام محمود بن محمود بن ملك شاه ودولة السلجوقية يومئذ أفحل ما كانت وأوسع إيالة وأعمالا فلم يطق ارتجاعه من أيديهم واستولى ابلدكز بعد ذلك وابنه البهلوان على بلاد الجبل والري وآذربيجان واران وأرمينية وخلاط وجاورهم بكرسيه ومع ذلك لم يطلق ارتجاعه منهم فلما جاء السلطان جلال الدين إلى آذربيجان
(١٢٧)