وفتحهما من يد الإفرنج ووفد على الصالح بدمشق المنصور صاحب حماة وكان أبوه المظفر توفى سنة ثلاث وأربعين وولى المنصور ابنه هذا واسمه محمد ووفد أيضا الأشرف موسى صاحب حمص وقد كان أبوه إبراهيم المنصور توفى سنة أربع وأربعين قبلها بدمشق وهو ذاهب إلى مصر وافدا على الصالح أيوب وأقام بحمص ابنه مظفر الدين موسى ولقب الأشرف وجاءت عساكر حلب سنة ست وأربعين مع لؤلؤ الأرمني وحصروا مصر شهرين وملكوها من يد موسى الأشرف وأعاضوه عنها تل باشر من قلاع حلب مضافة إلى الرحبة وتدمر وكانتا بيده مع حمص وغضب لذلك الصالح فسار من مصر إلى دمشق وجهز العساكر إلى حصار حمص مع حسام الدين الهدباني وفخر الدين بن الشيخ فحاصروا مصر مدة وجاء رسول الخليفة المستعصم إلى الصالح أيوب شافعا فافرج العساكر عنها وولى على دمشق جمال الدين يغمور وعزل ابن مطروح والله تعالى أعلم * (استيلاء الإفرنج على دمياط) * كانت افرنسة أمة عظيمة من الإفرنج والظاهر أنهم أصل الإفرنج وان افرنسة هي فرنجة انقلبت السين بها جيما عندما عربتها العرب وكان ملكها من أعظم ملوكهم لذلك العصر ويسمونه ري الافرنس ومعنى ري في لغتهم ملك افرنس فاعتزم هذا الملك على سواحل الشأم وسار لدلك كما سار من قبله من ملوكهم وكان ملكه قد استفحل فركب لبحر إلى قبرس في خمسين الف مقاتل وشتى بها ثم عبر سنة سبع وأربعين إلى دمياط وبها بنو كنانة أنزلهم الصالح بها حامية فلما رأوا ما لا قبل لهم به أجفلوا عنها فملكها ري افرنس وبلغ الخبر إلى الصالح وهو بدمشق وعساكره نازلة بحمص فكر راجعا إلى مصر وقدم فخر الدين ابن الشيخ أتابك عساكره ووصل بعده فنزل المنصورة وقد أصابه بالطريق واشتد عليه والله تعالى أعلم * (استيلاء الصالح على الكرك) * كان بين الصالح أيوب وبين الناصر داود ابن عمه المعظم من العداوة ما تقدم وقد كرنا اعتقال الناصر له بالكرك فلما ملك الصالح دمشق بعث العساكر مع أتابكه فخر الدين يوسف ابن الشيخ لحصار الكرك وكان أخوه العادل اعتقله وأطلقه الصالح ألزمه بيته ثم جهزه لحصار الكرك فسار إليها سنة أربع وأربعين وحاصرها وملك سائر أعمالها وخرب نواحيها وسار الناصر من الكرك إلى الناصر يوسف صاحب طب مستجيرا به بعد أن بعث بذخيرته إلى المستعصم وكتب له خطه بوصولها وكان
(٣٥٩)