وبلغ الخبر إلى الإفرنج فأجفلوا منهزمين وأحرقوا مخلفه واتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون والله تعالى ولى التوفيق * (أسر تاج الملك لدبيس بن صدقة وتمكين عماد الدين زنكى منه) * كان بصرخد من أرض الشأم أميرا عليها فتوفى سنة خمس وعشرين وخلف سريته واستولت على القلعة وعلمت أنه لا يتم لها استيلاؤها الا بتزويج رجل من أهل العصابة فوصف لها دبيس فكتبت إليه تستدعيه وهو على البصرة منابذا للسلطان عندما رجع من عند سنجر فاتخذ الادلاء وسار إلى صرخد فضل به الدليل بنواحي دمشق ونزل على قوم من بنى كلاب شرقي الغوطة فحملوه إلى تاج الملك فحبسه وبعث به إلى عماد الدين زنكى يستدعيه ويتهدده على منعه وأطلق سريج بن تاج الملوك والأمراء الذين كانوا مأسورين معه فبعث تاج الملك بدبيس إليه وأشفق على نفسه فلما وصل إلى زنكى خالف ظنه وأحسن إليه وسد خلته وبسط أمله وبعث فيه المسترشد أيضا يطلبه وجاء فيه الأنباري وسمع في طريقه باحسان زنكى إليه فرجع ثم أرسل المسترشد يشفع فيه فأطلق * (وفاة تاج الملوك بورى صاحب دمشق وولاية ابنه شمس الملوك إسماعيل) * كان تاج الملوك بورى قد ثار به جماعة من الباطنية سنة خمس وعشرين وطعنوه فأصابته جراحة واندملت ثم انتقضت عليه في رجب من سنة ست وعشرين لأربع سنين ونصف من امارته وولى بعده ابنه شمس الملوك إسماعيل بعهده إليه بذلك وكان عهد بمدينة بعلبك وأعمالها لابنه الآخر شمس الدولة وقام بتدبير أمره الحاجب يوسف ابن فيروز شحنة دمشق وأحسن إلى الرعية وبسط العدل فيهم والله سبحانه وتعالى أعلم * (استيلاء شمس الملوك على الحصون) * ولما تولى شمس الملوك إسماعيل وسار أخوه محمد إلى بعلبك خرج إليها وحاصر أخاه محمدا بها وملك البلد واعتصم محمد بالحصن وسأل الابقاء فأبقى عليه ورجع إلى دمشق ثم سار إلى باشاش وقد كان الإفرنج الذين بها نقضوا الصلح وأخذوا جماعة من تجار دمشق في بيروت فسار إليها طاويا وجه مذهبه حتى وصلها في صفر سنة سبع وعشرين وقاتلها ونقب أسوارها وملكها عنوة ومثل بالإفرنج الذين بها واعتصم فلهم بالقلعة حتى استأمنوا وملكها ورجع إلى دمشق ثم بلغه ان المسترشد زحف إلى الموصل فطمع هو في حماة وسار آخر رمضان وملكها يوم الفطر من غده فاستأمنوا إليه وملكها واستولى على ما فيها ثم سار إلى قلعة شيرز وبها صاحبها من بنى منقذ فحاصرها وصانعه
(١٥٦)