وحرضه على معاجلتهم باللقاء فسار إلى نوشرا ونزل قريبا منهم ثم ركب لقتالهم واقتتلوا فانهزم نور الدين ولحق بالموصل ونزل الأشرف وأصحابه كفر زمان وعاثوا في البلاد واكتسحوها وترددت الرسل بينهم في الصلح على أن يعيد نور الدين على قطب الدين قلعة تل اعفر التي أخذها له فتم ذلك سنة احدى وستمائة وعاد إلى بلده والله تعالى أعلم * (وصول الإفرنج إلى الشأم والصلح معهم) * ولما ملك الإفرنج القسطنطينية من يد الروم سنة احدى وستمائة تكالبوا على البلاد ووصل جمع منهم إلى الشأم وأرسوا بعكا عازمين على ارتجاع القدس من المسلمين ثم ساروا في نواحي الأردن فاكتسحوها وكان العادل بدمشق استنفر العساكر من الشأم ومصر وسار فنزل بالطور قريبا من عكا لمدافعتهم وهم قبالته بمرج عكا وساروا إلى كفركنا فاستباحوه ثم انقضت سنة احدى وستمائة وتراسلوا في المهادنة على أن ينزل لهم العادل عن كثير من مناصف الرملة وغيرها ويعطيهم وغيرها وتم ذلك بينهم وسار العادل إلى مصر فقصد الإفرنج حماة وقاتلهم صاحبها ناصر الدين محمد فهزموه وأقاموا أياما عليها ثم رجعوا والله تعالى أعلم * (غارة ابن ليون على أعمال حلب) * قد تقدم لنا ذكر ابن ليون ملك الأرمن وصاحب الدروب فأغار سنة ثنتين وستمائة على أعمال حلب واكتسحها واتصل ذلك منه فجمع الظاهر غازي صاحب حلب ونزل على خمسة فراسخ من حلب وفي مقدمته ميمون القصرى من موالي أبيه منسوبا إلى قصر الخلفاء بمصر ومنه كان أبوه وكان الطريق إلى بلاد الأرمن متعذرا من حلب لتوعر الجبال وصعوبة المضايق وكان ابن ليون قد نزل في طرف بلاده لما يلي حلب ومن ثغورها قلعة دربساك فخشى الظاهر عليها منه وبعث إليها مددا وأمر ميمون القصرى أن يشيعه بطائفة من عسكره ففعل وبقي في خف من الجند ووصل خبره إلى ابن ليون فكبس القصرى ونال منه ومن المسلمين وانهزموا أمامه فظفر بمخلفهم ورجع فلقى في طريقه المدد الذي بعث إلى دربساك فهزمهم وظفر بما كان معهم وعاد الأرمن إلى بلادهم فاعتصموا بحصونهم والله تعالى أعلم * (استيلاء نجم الدين بن العادل على خلاط) * كان العادل قد استولى على ميافارقين وأنزل بها ابنه الأوحد نجم الدين ثم استولى نجم الدين على حصون من أعمال خلاط وزحف إليها سنة ثلاث وستمائة وقد استولى عليها بليان مولى شاهرين فقاتله وهزمه وعاد إلى ميافارقين فهزمهم ثم دخلت سنة أربع
(٣٤٠)