مدينة واسط وأعمالها مضافة إلى الموصل وجعله شحنة بالعراق فاستحلف عماد الدين رنكى بن أقسنقر وبعثه إليها فسار إليها في شعبان من السنة * (مقتل حيوس بك والوزير الشهيرمي) * ثم إن السلطان بعد وصول حيوس بك بعثه لحرب أخيه طغرل كما قلناه وأقطعه آذربيجان فتنكر له الأمراء وأغروا به السلطان فقتله على باب هرمز في رمضان سنة عشر وأصله تركي من موالي السلطان محمد وكان عادلا حسن السيرة ولما ولى الموصل والجزيرة وكان الأكراد بتلك الاعمال انتشروا وكثرت قلاعهم وعظم فسادهم فقصدهم وفتح كثيرا من قلاعهم كبلد البكارية وبلد الزوزن وبلد النكوسة وبلد التحشيبة وهربوا منه في الجبال والشعاب والمضايق وصلحت السابلة وأمن الناس وأما الوزير الكمال أبو طالب الشهيرمي فإنه برز مع السلطان دبيس إلى همدان وخرج في موكبه وضاق الطريق فتقدم الموكب بين يديه فوثب عليه باطني وطعنه بسكين فأنفذه واتبعه الغلمان فوثب عليه آخر فجذبه عن سرجه وطعنه طعنات وشردهم الناس عنه فوثب آخر فجذبه وذلك لأربع سنين من وزارته وكان سبى السيرة ظلوما غشوما كثير المصادر ولما قتل رفع لسلطان ما كان أحدث من المكوس * (رجوع طغرل إلى طاعة أخيه السلطان محمود) * قد ذكرنا عصيان طغرل على أخيه السلطان محمود بالري سنة ثلاث عشرة وأن لسلطان محمود سار إليه وكبسه فلحق برجهان ثم لحق منها بكنجة وبلاد أران ومعه أتابك كبغرى فاشتدت شوكته وقصد التغلب على بلاد آذربيجان وهلك كبغرى في شوال سنة خمس عشرة ولحق باقسنقر الأرمني صاحب مراغة ليقيم له الأتابكية وحرضه على قتال السلطان محمود فسار معه إلى مراغة ومروا بأردبيل فامتنعت عليهم فساروا إلى هرمز وجاءهم الخبر هنالك بأن السلطان محمود بعث الأمير حيوس بك إلى أذربيجان وأقطعه البلاد وأنه وصل إلى مراغة في عسكر كثيف فساروا عن هرمز إلى وانتقض عليهم وراسلوا الأمير بشركين الذي كان أتابك طغرل أيام أبيه يستنجد به وكان كبغرى الأتابك قبض عليه بعد السلطان محمد ثم أطلقه السلطان سنجر وعاد إلى أبهر وزنجان وكانت أقطاعه فأجاب داعيهم وسار أمامهم إلى أبهر ولم يتم أمرهم فراسلوا السلطان في الطاعة وعاد طغرل إلى أخيه وانتظم أمرهم * (مقتل وزير السلطان محمود) * كان وزير السلطان محمود شمس الملك بن نظام الملك وكان حظيا عنده فكثرت سعاية
(٥١)