حران والرها وما إليهما وبمكانهما من حصار دمشق ووصل الخبر إلى الكامل بوفاة ابنه المسعود صاحب اليمن وقد مر خبره والله تعالى يؤيد بنصره من يشاء من عباده * (استيلاء المظفر بن المنصور على حماة من يد أخيه الناصر) * ولما ملك لكامل دمشق شرع في انجاد نزيله المظفر محمود بن المنصور صاحب حماة وبها أخوه الناصر وقد كاتبه بعض أهل البلد يستدعونه لملكها فجهزه بالعساكر وسار إليها فحاصرها ودس لمن كاتبه من أهلها فأجابوه وواعدوه ليلا فطرقها وتسورها وملكها وكتب إليه الكامل أن يقطع الناصر قلعة ماردين فأقطعه إياها وانتزع الكامل منه سلمية وأقطعها لصاحب حمص شيركوه بن محمد بن شيركوه واستقل المظفر محمود بملك حماة وفوض أمور دولته إلى حسام الدين علي بن أبي على الهدباني فقام بها ثم استوحش منه فلحق بأبيه نجم الدين أيوب ولم تزل ماردين بيد الناصر أخي المظفر إلى سنة ثلاثين فهم الناصر بأن يملكها للإفرنج وشكا المظفر بذلك للكامل فأمره بانتزاعها منه ثم اعتقله الكامل إلى أن هلك سنة خمس وثلاثين انتهى والله أعلم * (استيلاء الأشرف على بعلبك من يد الأمجد واقطاعها لأخيه إسماعيل بن العادل) * كان السلطان صلاح الدين قد أقطع الأمجد بهرام شاه بن فرخنشاه أخي تقى الدين عمر ابن شاهنشاه بن أيوب قلعة بعلبك وكانت بصرى لخضر ثم صارت بعد وفاة العادل لابنه الأشرف وعليها أخوه إسماعيل بن العادل فجهزه سنة ست وعشرين إلى بعلبك وحاصر بها الأمجد حتى تسلمها منه على اقطاع أقطعه إياه وسار إسماعيل إلى دمشق فنزلها إلى أن قتلته مواليه والله سبحانه وتعالى أعلم * (فتنة جلال الدين خوارزم شاه مع الأشرف واستيلاؤه على خلاط) * قد كنا قدمنا أن جلال الدين خوارزم شاه ملك آذربيجان وجاور أعمال بنى أيوب وكان الأشرف قد ولى على خلاط لما انتزعها من يد أخيه غازي الدين سنة اثنتين وعشرين حسام الدين أبا على الموصلي ثم صالح المعظم جلال الدين خوارزم شاه ودعاه إلى الفتنة مع أخويه كما قدمناه فزحف جلال الدين خوارزم شاه إلى خلاط وحاصرها مرتين ورجع عنها فسار حسام الدين إلى بلده وملك بعض حصونه وداخل زوجته التي كانت زوجة أزبك بن البهلوان وكانت مقيمة بخوا وهجرها جلال الدين وقطع عنها ما كانت تعتاده من التحكم في الدولة مع زوجها قبله فدست إلى حسام الدين نائب خلاط واستدعته هي وأهل خوا ليملكوه البلاد فسار وملك خوا وما فيها من الحصون ومدينة قرند وكاتبه أهل بقجوان وملكوه بلدهم وعاد إلى خلاط ونقل معه
(٣٥٢)