ولا يسلمها إليه وبعث في الكتاب والكباس قبله ليغزو الروم فلما مر السلطان بقلعته بعث إليه يستدعيه فوصل وحمل كفنه في يده فلاطفه السلطان وكايده فظنها مخالصة فاطمأن والله تعالى ولى التوفيق * (استيلاء التتر على تبريز وكنجة) * ولما أجفل السلطان بعد الكبسة من موقان إلى اران بلغ الخبر إلى أهل تبريز فثاروا بالخوارزمية وأرادوا قتلهم ووافقهم بهاء الدين محمد بن بشير فاربك الوزير بعد الطغرياني وكان الطغرياني رئيس البلد كما مر فمنعهم من ذلك وعدوا على واحد من الخوارزمية وقتلوه فقتل به اثنين من العامة واجتهد في تحصين تبريز وحراستها وشحنها بالرجال ولم تنقطع كتبه عن السلطان ثم هلك فسلمها العوام إلى التتر ثم ثار أهل كنجة وسلموا بلدهم للتتر وكذا أهل ببلغازة والله أعلم * (نكبة الوزير ومقتله) * لما وصل السلطان إلى قلعة جاربرد بلغه استيحاش الوزير وخشى أن يفر إلى بعض الجهات فركب إلى القلعة موريا بالنظر في أحوالها والوزير معه وأسر إلى وإلى القلعة أن يمسك الوزير ويقيده هنالك ففعل ونزل السلطان فجمع مماليك الوزير وكبيرهم الناصر قشتمر وضمهم إلى أوتر خان ثم نمى إلى وإلى القلعة أن السلطان مستبدل منه فاستوحش وبعث بخاتم الوزير إلى قشتمر كبير المماليك يقول نحن وصاحبكم متوازرون فمن أحب خدمته فليأت القلعة فسقط في يد السلطان وكان ابن الوالي في جملته وحاشيته فأمره السلطان أن يكاتب أباه ويعاتبه ففعل وأجابه بالتنصل من ذلك فقال له السلطان فليبعث إلي برأس الوزير فبعث به وكان الوزير مكرما للعلماء والأدباء مواصلا لهم كثيرا لخشية والبكاء متواضعا منبسطا في العطاء حتى استغرق أموال الديوان لولا أن السلطان جذب من عنانه وكان فصيحا في لغة الترك وكانت عمالته على التواقيع السلطانية الحمد لله العظيم وعلى التواقيع الديوانية يعتمد ذلك وعلى تواقيعه إلى بلاده أبو المكارم على ابن أبي القاسم خالصة أمير المؤمنين * (ارتجاع السلطان كنجة) * لما ثار أهل كنجة بالخوارزمية كان القائم بأمرهم رجل منهم اسمه بندار وبعث السلطان إليهم رسوله يدعوهم إلى الطاعة فوصلوا قريبا منه وأقاموا وخرج إليهم الرئيس جمال الدين القمي بأولاده وامتنع الباقون ثم وصل السلطان وردد إليهم فلم تغن وبرزوا بعض الأيام للقتال ورموا على خيمته فركب وحمل عليهم فانهزموا
(١٤٢)