دمشق وبعث العساكر لحصار شيزر ثم ترددت الرسل بينه وبين الأشقر في الصلح على أن ينزل عن شيزر؟؟ ويتعوض عنها بالشقر وبكاس وعلى أن يقتصر في حامية الحصون التي لقطره على ستمائة من الفرسان فقط ويطرد عنه الأمراء الذين لحقوا به فتم الصلح على ذلك وكتب له التقليد بتلك الاعمال ورجع من عنده سنجر الدوادار فأحسن إليه السلطان وولى على نيابة شيزر بليان الطباخي وكان بنو الظاهر بالكرك يسألون السلطان في الصلح بالزيادة على الكرك كما كان السلطان داود فلما تم الصلح مع سنقر رجعوا إلى القنوع بالكرك وبعث إليهم السلطان بأقاربهم من القاهرة وأتم لهم العقد على ذلك وبعث الأمير سلحدار والقاضي تاج الدين بن الأثير لاستحلافهم والله تعالى أعلم * (واقعة التتر بحمص ومهلك ابغا سلطانهم بأثرها) * ثم زحف التتر سنة ثمانين إلى الشأم من كل ناحية متظاهرين فسار ابغا في عساكر المغل وجموع التتر وانتهى إلى الرحبة فحاصرها ومعه صاحب ماردين وقدم أخوه منكوتمر في العساكر إلى الشأم وجاء صاحب الشمال منكوتمر من بنى دوشى خان من كرسيهم بصراى مظاهر الابغا بن هلاكو على الشأم فمر بالقسطنطينية ثم نزل بين قيسارية وتفليس ثم سار إلى منكوتمر بن هلاكو وتقدم معه إلى الشأم وخرج السلطان من دمشق في عساكر المسلمين وسابقهم إلى حمص ولقيه هناك سنقر الأشقر فيمن معه من أمراء الظاهرية وزحف التتر ومن معهم من عساكر الروم والإفرنج والأرمن والكرج ثمانون ألفا أو يزيدون والتقى الفريقان على حمص وجعل السلطان في ميمنته صاحب حماة محمد بن المظفر ونائب دمشق لاشين السلحدار وعيسى بن مهنا فيمن إليه من العرب وفي الميسرة سنقر الأشقر في الظاهرية مع جموع التركمان ومن إليهم جماعة من أمرائه وفي القلب نائبه حسام الدين طرنطاي والحاجب ركن الدين اياحى وجمهور العساكر والمماليك ووقف السلطان تحت الرايات في مواليه وحاشيته ووقفت عساكر التتر كراديس وذلك منتصف رجب سنة ثمانين واقتتلوا ونزل الصبر ثم انفضت ميسرة المسلمين واتبعهم التتر وانفضت ميسرة التتر ورجعوا على ملكهم منكوتمر في القلب فانهزم ورجع التتر من اتباع ميسرة المسلمين فمروا بالسلطان وهو ثابت في مقامه لم يبرح ورجع أهل الميرة ونزل السلطان في خيامه ورحل من الغد في اتباع العدو وأوعز إلى الحصون التي في ناحية الفرات باعتراضهم على المقابر فعدلوا عنها وخاضوا الفرات في المجاهل فغرقوا ومر بعضهم برد سليمة فهلكوا وانتهى الخبر إلى ابغا وهو على الرحبة فأجفل إلى بغداد وصرف السلطان العساكر إلى أماكنهم وسار سنقر
(٣٩٨)