* (وفاة كيغباد وملك ابنه كنجسرو) * ثم توفى علاء الدين كيغباد سنة أربع وثلاثين وستمائة وملك بعده ابنه غياث الدين كنجسرو وقارن ذلك انقراض الدولة السلجوقية من ممالك الاسلام واختلال دولة بنى خوارزم شاه وخروج التتر من مفازة الترك وراء النهر واستيلاء جنكزخان سلطانهم على الممالك وانتزاعها من يد بنى خوارزم شاه وفر جلال الدين آخرهم إلى الهند ثم رجع واستولى على آذربيجان وعراق العجم وكان بنو أيوب يومئذ بممالك الشأم وأرمينية كما نذكر ذلك كله في أماكنه ان شاء الله تعالى وانتشر التتر في سائر النواحي وعاثوا فيها وتغلبوا عليها واستفحل ملكهم فسارت منهم طوائف إلى بلاد الروم سنة احدى وأربعين فبعث غياث الدين كنجسرو بالصريخ إلى بنى أيوب وغيرهم من الترك في جواره وجاء المدد من كل جانب فسار للقائهم ولقيتهم المقدمة على قشمير زنجان فانهزمت المقدمة ووصلوا إليه فانهزم ونجا بعياله وذخيرته إلى مدينة على مسيرة شهر من المعترك ونهبوا سواده ومخلفه وانتشروا في نواحي بلاد الروم وعاثوا فيها وتحصن غياث الدين بهذه المدينة واستولى التتر على خلاط وآمد ثم استأمن لهم غياث الدين ودخل في طاعتهم واستقامت أموره معهم إلى أن مات قريبا من رجوعه وملك التتر قيسارية والله أعلم * (وفاة غياث الدين وولاية ابنه كيغباد) * ثم توفى غياث الدين كنجسرو سنة أربع وخمسين وترك ثلاثا من الولد أكبرهم علاء الدين كيغباد وعز الدين كيكاوس وركن الدين قليج أرسلان وولى علاء الدين كيغباد بعهده إليه وكان يخطب لهم جميعا وأمرهم واحد وكان جنكزخان ملك التتر قد هلك وكان كرسي سلطانهم بقراقروم وولى مكانه ابنه طلوخان وجلس على كرسيه وهو الخان الأعظم عندهم وحكمه ماض في ملوك الشمال والعراق من أهل بيته وسائر عشيرته ثم هلك طلوخان وولى مكانه في كرسيه ابنه منكوخان فبعث أخاه هلاكو لفتح العراق وبلاد الإسماعيلية سنة خمسين وستمائة فسار لذلك وملك العراقين وبغداد ثم جرد الخان الأعظم منكوخان إلى بلاد الروم سنة أربع وخمسين أميرا من أمراء المغل اسمه بيكو في العساكر فسار إلى ارزن الروم وبها سنان الدين ياقوت موسى السلطان علاء الدين فحاصرها شهرين ونصب عليها المجانيق ثم ملكها عنوه وأسر ياقوت واستلحم الجند بأسرهم واستبقى الباعة والصناع ثم سار إلى بلاد الروم فملك قيسارية ومسيرة شهر معها ورجع ثم عاد سنة خمس وخمسين وعاث في البلاد واستولى على أكثر من الأولى والله تعالى أعلم
(١٧٢)