ديار بكر فضعف الفلادروس وملك جق خرت برت من يده وأسلم القلادروس على يد السلطان ملك شاه وأمره على الرها فأقام بها حتى مات وملكها جق هي وما جاورها من الحصون وأورثها ابنه محمدا بعد موته والله تعالى ولى التوفيق * (الحرب بين قليج أرسلان وبين الإفرنج) * كان سمند صاحب أنطاكية من الإفرنج قد وقعت بينه وبين ملك الروم بالقسطنطينية وحشة واستحكمت وسار سمند فنهب بلاد الروم وعزم على قصد أنطاكية فاستنجد ملك الروم بقليج أرسلان فأمده بعساكره وسار مع ذلك الروم فهزموا الإفرنج وأسروهم ورجع الفل إلى بلادهم بالشأم فاعتزموا على قصد قليج أرسلان بالجزيرة فأتاهم خبر مقتله فأقصروا والله تعالى ولى التوفيق * (مقتل قليج أرسلان وولاية ابنه مسعود) * قد تقدم لنا استيلاء قليج أرسلان على الموصل وديار بكر وأعمالها وجلوسه على التخت وان جاولى سكاوو سار إلى سنجار ثم سار منها إلى الرحبة وكان قليج أرسلان خطب له بها صاحبها محمد بن السباق من بنى شيبان بعد مهلك دقاق وانتقاضه على أبيه فلما حاصرها جاولى بعث إليه رضوان بن تتش صاحب حلب في النجدة على الإفرنج لما ساروا إلى بلاده فوعده لانقضاء الحصار وجاء رضوان فحضر عنده واشتد الحصار على أهل الرحبة وغدر بعضهم فأدخل أصحاب جاولى ليلا ونهبوها إلى الظهر وخرج إليه صاحبها محمد الشيباني فأطاعه ورجع عنه وبلغ الخبر إلى قليج أرسلان فسار من الموصل لحرب جاولى واستخلف عليها ابنه ملك شاه صبيا صغيرا مع أمير يدبره فلما انتهى إلى الخابور هرب عنه إبراهيم بن نيال صاحب آمد ولحق ببلده واعتزم قليج أرسلان على المطاولة واستدعى عسكره الذين أنجدهم ملك الروم على الإفرنج فجاؤوا إليه واغتنم جاولى قلة عسكره فلقيه آخر ذي القعدة من السنة واشتدت الحرب وحمل قليج أرسلان على جاولى بنفسه وصرح صاحب الراية وضرب جاولى بسيفه ثم حمل أصحاب جاولى عليه فهزموه وألقى نفسه في الخابور فغرق وسار جاولى إلى الموصل فملكها وأعاد خطبة السلطان محمد وبعث إليه ملك شاه بن قليج أرسلان وولى مكان قليج أرسلان في قونية وأقصرا وسائر بلاد الروم ابنه مسعود واستقام له ملكها * (استيلاء مسعود بن قليج أرسلان على ملطية وأعمالها) * كانت ملطية وأعمالها وسيواس لابن الوانشمند من التركمان كما مر وكانت بينه وبينهم حروب وهلك كمستكين بن الوانشمند وولى مكانه ابنه محمد واتصلت حروبه مع الإفرنج
(١٦٥)