إلى غزة استتر واختفى فولى الناصر مكانه بدمشق الأمير عليا الماراني نقله من حلب وولى على حلب سيف الدين بكتمر المؤمني ثم أدال من على المارداني في دمشق باستدمر ومن المؤمني في حلب بمندمر الحوراني وأمره السلطان سنة احدى وستين بغزو سيس وفتح أذنة وطرسوس والمصيصة في حصون أخرى وولى عليها ورجع فولاه السلطان نيابة دمشق مكان استدمر وولى على حلب أحمد بن القتمرى ثم عثر بدمشق سنة احدى وستين على منجك بعد أن نال العقاب بسببه جماعة من الناس فلما حضر عفا عنه السلطان وأمده وخيره في النزول حيث شاء من بلاد الشأم وأقام السلطان بقية دولته مستبدا على؟؟ وكان يأنس بالعلماء والقضاة ويجمعهم في بيته متبذلا ويفاوضهم في مسائل العلم ويصلهم ويحسن إليهم ويخالطهم أكثر ممن سواهم إلى أن انقرضت دولته والبقاء لله وحده * (ثورة بيبقا ومقتل السلطان حسن وولاية منصور بن المعظم حاجى في كفالة بيبقا) * كان بيبقا هذا من موالي السلطان حسن وأعلاهم منزلة عنده وكان يعرف بالخاصكي نسبة إلى خواص السلطان وكان الناصر قد رقاه في مراتب الدولة وولاه الامارة ثم رفعه إلى الأتابكية وكان لجنوحه إلى الاستبداد كثيرا ما يبوح بشكاية مثل ذلك فأحضره بعض الليالي بين حرمه وصرفه في جملة من الخدمة لبعض مواليه وقادها فأسرها بيبقا في نفسه واستوحش وخرج السلطان سنة ثنتين وستين إلى كوم برى وضرب بها خيامه وأذن للخاصكي في مخيمه قريبا منه ثم نمى عنه خبر الانتقاض فأجمع القبض عليه واستدعاه فامتنع من الوصول وربما أشعره داعيه بالاسترابة فركب إليه الناصر بنفسه فيمن حضره من مماليكه وخواص أمرائه تاسع جمادى من السنة وبرز إليه بيبقا وقد أنذر به واعتدله فصدقه القتال في ساحة مخيمه وانهزم أصحاب السلطان عنه ومضى إلى القلعة وبيبقا في اتباعه فامتنع الحراس بالقلعة من إخافة طارقة جوف الليل فتسرب في المدينة واختفى في بيت الأمير بن الازكشى بالحسينية وركب الأمراء من القاهرة مثل ناصر الدين الحسيني وقشتمر المنصوري وغيرهما لمدافعة بيبقا فلقيهم ببولاق وهزمهم واجتمع ثانية وثالثة وهزمهم وتنكر الناصر مع أيدمر الدوادار يحاولان النجاة إلى الشأم واطلع عليهما بعض المماليك فوشى بهما إلى بيبقا فبعث من أحضره فكان آخر العهد به ويقال انه امتحنه قبل القتل فدله على أموال السلطان وذخائره وذلك لست سنين ونصف من تملكه ثم نصب بيبقا للملك محمد بن المظفر حاجى ولقبه المنصور وقام بكفالته وتدبير دولته وجعل طنبغا الطويل رديفه وولى قشتمر المنصوري نائبا وغشتمر أمير مجلس وموسى الازكشى أستاذ دار وأفرج عن القاسمي
(٤٥٢)