أخيه طرخان وصاحب ماردين وصاحب سيس من ناحية آذربيجان وجاء هو على طريق الشأم وفي مقدمته أخوه منوكتمر فلما تواترت الاخبار بذلك أفرج الافرم عن حصار شيزر ودعا الأشقر إلى مدافعة عدو المسلمين فأجابه ورفع عن موالاة ابغا وسار من صهيون للاجتماع بعساكر المسلمين وجمع السلطان العساكر بمصر وسار إلى الشأم واستخلف على مصر ابنه أبا الفتح عليا بعد أن ولاه عهده وقرأ كتابه بذلك على الناس وخرج لجمع العساكر في جمادى سنة تسع وسبعين وانتهى إلى غزة ووصل التتر إلى حلب وقد أجفل عنها أهلها وأقفرت منازلها فأضرموا النار في بيوتها ومساجدها وتولى كبر ذلك صاحب سيس والأرمن وبلغهم وصول السلطان إلى غزة فأجفلوا راجعين إلى بلادهم وعاد السلطان إلى مصر بعدان جرد العساكر إلى حمص وبلاد السواحل بحمايتها من الإفرنج ورجع سنقر الأشقر إلى صهيون وفارقه كثير من عسكره إلى؟؟ فلحقوا بالشأم وأقام معه سنجر الدوادار وعز الدين اردين والأمراء الذين مكنوه من قلاع الشأم عند انتقاضه والله سبحانه وتعالى أعلم [مسير السلطان لحصار المرقب ثم الصلح معهم ومع سنقر الأشقر بصهيون ومع بنى الظاهر بالكرك] كان الإفرنج الذين بحصن المرقب عندما بلغهم هجوم التتر على الشأم شنوا الغارات في بلاد المسلمين من سائر النواحي فلما رجع التتر عن الشأم استأذن بليان الطباخي صاحب حصن الأكراد في غزوهم وسار إليهم في حامية الحصون بنواحيه وجمع التركمان وبلغ حصن المرقب ووقف أسفله واستطرد له أهل الحصن حتى تورط في أوعار الجبل ثم هجموا عليه دفعة فانهزم ونالوا من المسلمين وبلغ الخبر إلى السلطان فخرج من مصر لغزوهم آخر سنة تسع وسبعين واستخلف ابنه مكانه وانتهى إلى الروحاء فوصله هنالك رسل الإفرنج في تقرير الهدنة مع أهل المرقب على أن يطلقوا من أسروه من المسلمين في واقعة بليان فعقد لهم في المحرم سنة ثمانين وعقد لصاحب بيت الاستبار وابنه ولصاحب طرابلس سمند بن تيمند ولصاحب عكا على بلادهم وعلى قلاع الإسماعيلية وعلى جميع البلاد المستجدة الفتح وما سيفتحه على أن يسكن عمال المسلمين باللاذقية وأن لا يستنجدوا أسير قلعة ولا غيرها ولا يداخلوا التتر في فتنة ولا يمروا عليهم إلى بلاد المسلمين ان أطاقوا ذلك وعقد معهم ذلك لاحدى عشرة سنة وبعث السلطان من أمرائه من يستحلف الإفرنج على ذلك وبلغه الخبر بأن جماعة من أمرائه أجمعوا الفتك به وداخلوا الإفرنج في ذلك وكان كبيرهم كوندك فلما وصل إلى بيسان قبض عليه وعليهم وقتلهم واستراب من داخلهم في ذلك ولحقوا بسنقر في صهيون ودخل السلطان
(٣٩٧)