شركس صاحب عمل منج طرخان إلى ماماى فغلبه على صراى فملكها من يده وسار ماماى إلى القرم فاستبد بها ولما زحف حاجى شركس من عمله بعث أرض خان عساكره من نواحي خوارزم فحاصروا منج طرخان وبعث حاجى العساكر إليهم مع بعض أمرائه فأعمل الحيلة حتى هزمهم عن منج طرخان وفتك بهم وبالأمير الذي يقودهم وشغل حاجى شركس بتلك الفتنة فزحف إليه ايبك خان وملك صراى من يده واستبد بها أياما ثم هلك وولى بعده بصراى ابنه قاريخان ثم زحف إليه أرض خان من جبال خوارزم فغلبه على صراى وهرب قاريخان بن ايبك خان وعادوا إلى عملهم الأول واستقر أرض خان بصراى وماماى بالقرم ما بينه وبين صراى في مملكته وكان هذا في حدود أعوام سنة ست وسبعين وطغطمش في خلال ذلك مقيم عند السلطان تمر فيما وراء النهر ثم طمحت نفس طغطمش إلى ملك آبائه بصراى فجهز معه السلطان تمر العساكر وسار بها فلما بلغ جبال خوارزم اعترضه هناك عساكر أرض خان فقاتلوه وانهزم ورجع إلى تمر ثم هلك أرض خان قريبا من منتصف تلك السنة فخرج السلطان تمر بالعساكر مع طغطمش مددا له إلى حدود عمله ورجع واستمر طغطمش فاستولى على أعمال أرض خان بجبال خوارزم ثم سار إلى صراى وبها عمال أرض خان فملكها من أيديهم واسترجع ما تغلب عليه ماماى من ضواحيها وملك أعمال حاجى شركس في منج طرخان واستنزع جميع ما كان بأيدي المتغلبين ومحا أثرهم وسار إلى ماماى بالقرم فهرب أمامه ولم يوقف على خبره ثم صح الخبر بمهلكه من بعد ذلك واستوسق الملك بصراى وأعمالها لطغطمش ابن بردبيك كما كان لقومه * (حروب السلطان تمر مع طغطمش صاحب صراى) * قد ذكرنا فيما مر ظهور هذا السلطان تمر في دولة بنى جفطاى وكيف أجاز من بخارى وسمرقند إلى خراسان أعوام أربعة وثمانين وسبعمائة فنزل على هراة وبها ملك من بقايا الغورية فحاصرها وملكها من يده ثم زحف إلى مازندان وبها الشيخ ولى تغلب عليها بعد بنى هلاكو فطالت حروبه معه إلى أن غلبه عليها ولحق الشيخ ولى بتوريز في فل من أهل دولته ثم طوى تمر الممالك طيا وزحف إلى اصبهان فآتاه ابن المظفر بها طاعته ثم إلى توريز سنة سبع وثمانين فملكها وخربها وكان قد زحف قبلها إلى دست القفجاق بصراى فملكها من يد طغطمش وأخرجه عنها فأقام بأطراف الاعمال حتى أجاز تمر إلى اصبهان فرجع إلى كرسيه وكان للسلطان تمر قريع في قومه يعرف بقمر الدين فراسله طغطمش صاحب صراى وأغراه بالانتقاض على تمر وأمده بالأموال والعساكر فعاث في تلك البلاد وبلغ خبره إلى تمر منصرفه من فتحه فكر راجعا وعظمت حروبه مع قمر
(٥٣٩)