* (الولايات) * وفي سنة خمس عشرة سخط السلطان سيف الدين نمر نائب طرابلس الذي وليها بعد أقوش الافرم وأمده به وسيق معتقلا إلى مصر وولى مكانه سيف الدين كستاى ثم هلك فولى مكانه شهاب الدين قرطاي نقله إليها من نيابة حمص وولى نيابة حمص سيف الدين اقطاى ثم قبض سنة ثمان عشرة على طغاى الحسامي من الجاشنكيرية وصرف نائبا إلى صفد مكان بكتمر الحاجب ثم سخطه فأحضره معتقلا وحبسه بالإسكندرية وبعث على صفد سيف الدين اقطاى نقله إليها من حمص وبعث على حمص بدر الدين بكتوت القرماني والله تعالى أعلم * (العمائر) * ابتدأ السلطان سنة احدى عشرة وسبعمائة ببناء الجامع الجديد بمصر وأكمله ووقف عليه الأوقاف المغلة ثم أمر سنة أربع عشرة ببناء القصر الأبلق من قصور الملك فجاء من أفخر المصانع الملوكية وفي سنة ثمان عشرة أمر بتوسعة جامع القلعة فهدم ما حوله من المساكن وزيد فيه إلى الحد الذي هو عليه بهذا العهد ثم أمر في سنة ثلاث وعشرين بعمارة القصور لمنازله بسر ياقوس وبنى بإزائها الخانقاه الكبيرة المنسوبة إليه وفي سنة ثلاث وثلاثين أمر بعمارة الإيوان الضخم بالقلعة وجعله مجلس ملكه وبيت كرسيه ودعاه دار العدل والله تعالى أعلم * (حجات السلطان) * وحج الملك الناصر محمد بن قلاون أيام دولته ثلاث حجات أولا سنة ثلاث عشرة عند ما انقرض قراسنقر نائب حلب وأقوش الافرم نائب طرابلس ومهنا بن عيسى أمير العرب وجاء خربندا إلى الشأم ورجع من الرحبة فسار السلطان من مصر إلى الشأم وبلغه رجوع خربندا فسار من هناك حاجا وقضى فرضه سنة ثلاث عشرة ورجع إلى الشأم ثم حج الثانية سنة تسع عشرة ركب إليها من مصر في أواخر ذي القعدة ومعه المؤيد صاحب حماة والأمير محمد ابن أخت علاء الدين ملك الهند صاحب دلى ولما قضى حجه انطلق الأمير محمد ابن أخت علاء الدين من هناك إلى الهند على اليمن ورجع إلى مصر فأفرج عن رميثة أمير مكة من بنى حسن وعن المعتقلين بمحبسه ووصله ووصلهم ثم حج الثالثة سنة ثنتين وثلاثين ومعه الأفضل بن المؤيد صاحب حماة على عادة أبيه فر مراكبة السلطان وقفل من حجه سنة ثلاث وثلاثين فأمر بعمل باب الكعبة مصفحا بالفضة أنفق فيه خمسة وثلاثين ألف درهم وفي منصرفه من هذه الحجة مات بكتمر الساقي
(٤٢٨)