فملكوا مراغة ونازلوا المدينة فصانعهم أهلها بمقاسمتهم أملاكهم وزحف أبو الغازي من ماردين في عشرين ألفا من العساكر والمتطوعة ومعه أسامة بن مالك بن شيرز الكناني والأمير طغان أرسلان بن افتكين بن جناح صاحب ارزن وسار الإفرنج إلى صنبيل عرمس قرب الاثاوب فنزلوا به في موضع منقطع المسالك وعزموا على المطاولة فناجزهم أبو الغازي وسار إليهم ودخل عليهم في مجتمعهم وقاتلوه أشد القتال فلم يقاوموه وفتك فيهم فتكة شنعاء وقتل فيهم سرحان صاحب أنطاكية وأسر سبعون من زعمائهم وذلك منتصف ربيع من السنة ثم اجتمع فل الإفرنج وعاودوا الحرب فهزمهم أبو الغازي وملك عليهم حصن آلات رب وزدناد وجاء إلى حلب فأصلح أحوالها وعاد إلى ماردين ثم سار جوسكين صاحب تل ناشر في مائتين من الإفرنج ليكبس حلة من احياء طيئ يعرفون ببني خالد فأغار عليهم وغنم أموالهم ودلوه على بقية قومهم من بنى ربيعة فيما بين دمشق وطبرية فبعث أصحابه إليهم وسار هو من طريق آخر فضل عن الطريق ووصل أصحابه إليهم وأميرهم مر من ربيعة فقاتلهم وغلبهم وقتل منهم سبعين وأسر اثنى عشر ففاداهم بمال جزيل وأصناف عدتهم من الأسرى وبلغ إلى جوسكين في طريقه فعاد إلى طرابلس وجمع جمعا وأغار على عسقلان فهزمه المسلمون وعاد مفلولا والله أعلم * (ارتجاع الرها من الإفرنج) * ثم سار بهرام أخو أبى الغازي إلى مدينة الرها وحاصرها مدة فلم يظفر بها فرحل عنها ولقيه النذير بأن جوسكين صاحب الرها وسرود قد سار لاعتراضه وقد تفرق عن مالك أصحابه فاستجاب لما وصل إليه الإفرنج ودفعهم لأرض سنجة فوصلت فيها خيولهم فلم يفلت منهم أحد وأسر جوسكين وخاط عليه جلد جمل وفادى نفسه بأموال جليلة فأبى مالك من فديته إلا أن يسلم حصن الرها فلم يفعل وحبسه في خرت برت ومعه كلمام ابن خالته وكان من شياطينهم وجماعة من زعمائهم والله سبحانه وتعالى أعلم وبه التوفيق * (استيلاء الإفرنج على خرت برت وارتجاعها منهم) * كان مالك بن بهرام صاحب خرت برت وكان في جواره الإفرنج في قلعة كركر فحاصرهم بها وسار بقدوين إليه في جموعه فلقيه في صفر سنة سبعة عشر فهزم الإفرنج وأسر ملكهم وجماعة من زعمائهم وحبسهم مالك في قلعة خرت برت مع جوسكين صاحب الرها وأصحابه وسار مالك إلى حران في ربيع الأول وملكها ولما غاب من خرت برت تحيل الإفرنج وخرجوا من محبسهم بمداخلة بعض الجند وسار بقدوين إلى بلده وملك
(١٩٨)