في أطراف البلاد حتى رم ما تثلم من أسوارها وكان بنو منقذ أمراء شيزر قد اجتمعوا عند صاحبها منهم في دعوة فأصابتهم الزلزلة مجتمعين فسقطت عليهم القلعة ولم ينج منهم أحد وكان بالقرب منها بعض أمراء نور الدين فبادر وصعد إليها وملكها منه نور الدين ورم ما تثلم من أسوارها وجدد بناءها فعادت كما كانت هكذا قال ابن الأثير وقال ابن خلكان وفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة استولى بنو منقذ على شيزر من يد الروم والذي تولى فتحها منهم علي بن منقذ بن نصر بن سعد وكتب إلى بغداد بشرح الحال ما نصه كتابي من حصن شيزر حماه الله وقد رزقني الله من الاستيلاء على هذا المعقل العظيم ما لم يتأت لمخلوق في هذا الزمان وإذا عرف الامر على حقيقته علم أنى هزبر هذه الأمة وسليمان الجن والمردة وأنا أفرق بين المرء وزوجه وأستنزل القمر من محله أنا أبو النجم وشعري شعري نظرت إلى هذا الحصن فرأيت أمرا يذهل الألباب يسع ثلاثة آلاف رجل بالأهل والمال وتمسكه خمس نسوة فعمدت إلى تل بينه وبين حصن الروم يعرف بالحواص ويسمى هذا التل بالحصن فعمرته حصنا وجمعت فيه أهلي وعشيرتي ونفرت نفرة على حصن الحواص فأخذته بالسيف من الروم ومع ذلك فلما أخذت من به من الروم أحسنت إليهم وأكرمتهم ومزجتهم بأهلي وعشيرتي وخلطت خنازيرهم بغنمي ونواقيسهم بصوت الأذان ورأى أهل شيزر فعلى ذلك فأنسوا بي ووصل إلي منهم قريب من نصفهم فبالغت في اكرامهم ووصل إليهم مسلم بن قريش العقيلي فقتل من أهل شيزر نحو عشرين رجلا فلما انصرف مسلم عنهم سلموا إلي الحصن انتهى كتاب علي بن منقذ وبين هذا الذي ذكره ابن خلكان والذي ذكره ابن الأثير نحو خمسين سنة وما ذكره ابن الأثير أولى لان الإفرنج لم يملكوا من الشأم شيئا في أوائل المائة الخامسة والله سبحانه وتعالى أعلم * (استيلاء نور الدين على بعلبك) * كانت بعلبك في يد الضحاك البقاعي نسبة إلى بقاعة والآن عليها صاحب دمشق فلما ملك نور الدين دمشق امتنع ضحاك ببعلبك وشغل نور الدين عنه بالإفرنج فلما كانت سنة ثنتين وخمسين استنزله نور الدين عنها وملكها والله أعلم * (استيلاء أخي نور الدين على حران ثم ارتجاعها) * كان نور الدين سنة أربع وخمسين وخمسمائة بحلب ومعه أخوه الأصغر أمير أميران فمرض نور الدين بالقلعة واشتد مرضه فجمع أخوه وحاصر قلعة حلب وكان شيركوه ابن شادي أكبر أمرائه بحمص فلما بلغه الأزحاف سار إلى دمشق ليملكها وعليها
(٢٤٣)