بنسا كما مر واستولى تاج الدين عمر بن مسعود التركماني على أبيورد وغياث الدين مع ذلك منهمك في لذاته وسارت إليه عساكر التتر فخرج لهم عن العراق إلى بلاد الجبل واكتسحوا سائر جهاته واشتط عليه الجند وزادهم في الاقطاع والاحسان فلم يشبعهم وأظهروا الفساد وعاثوا في الرعايا وتحكمت أم السلطان غياث الدين في الدولة لاغفاله أمرها واقتفت طريقة تركان خاتون أم السلطان خوارزم شاه وتلقبت بلقبها خداوند جهان إلى أن جاء السلطان جلال الدين فغلب عليه كما قلناه [وصول جلال الدين من الهند إلى كرمان وأخباره بفارس والعراق مع أخيه غياث الدين] ولما فارق جلال الدين الهند كما قلناه سنة احدى وعشرين وسار إلى المفازة وخلص منها إلى كرمان بعد أن لقى بها من المتاعب والمشاق ما لا يعبر عنه وخرج معه أربعة آلاف راكب على الحمير والبقر ووجد بكرمان براق الحاجب نائب أخيه غياث الدين وكان من خبر براق هذا أنه كان حاجبا لكوخان ملك الخطأ وسفر عنه إلى خوارزم شاه فأقام عنده ثم ظفر خوارزم شاه بالخطا وولاه حجابته ثم صار إلى خدمة ابنه غياث الدين ترشه بمكران فأكرمه ولما سار جلال الدين إلى الهند ورجع عنه التتر سار غياث الدين لطلب العراق فاستناب براق في كرمان فلما جاء جلال الدين من الهند اتهمه وهم بالقبض عليه فنهاه عن ذلك وزيره شرف الملك فخر الدين علي بن أبي القاسم الجندي خواجا جهان أن يستوحش الناس لذلك ثم سار جلال الدين إلى شيراز وأطاعه صاحبها برد الأتابك وأهدى له وكان أتابك فارس سعد بن زنكى قد استوحش من غياث الدين فاصطلحه جلال الدين وأصهر إليه في ابنته ثم سار إلى اصبهان فأطاعه القاضي ركن الدين مسعود ابن صاعد وبلغ خبره إلى أخيه غياث الدين وهو بالري فجمع لحربه وبعث جلال الدين يستعطفه وأهدى له سلب طولى خان بن جنكزخان الذي قتل في حرب بزوان كما مر وفرسه وسيفه ودس إلى الأمراء الذين معه بالاستمالة فمالوا إليه ووعدوه بالمظاهرة ونمى الخبر إلى غياث الدين فقبض على بعضهم ولحق الآخرون بجلال الدين فجاؤوا به إلى المخيم قمال إليه أصحاب غياث الدين وعساكره واستولى على مخيمه وذخائره وأمه ولحق غياث الدين بقلعة سلوقان وعاتب جلال الدين أمه في فراره فاستدعته وأصلحت بينهما ووقف غياث الدين موقف الخدمة لأخيه السلطان جلال الدين وجاء المتغلبون بخراسان والعراق وأذعنوا إلى الطاعة وكانوا من قبل مستبدين على غياث الدين فاختبر السلطان طاعتهم وعمل فيها على شاكلتها والله أعلم * (استيلاء ابن آبنايخ على نسا) *
(١٢٢)