العوجاء من أرض فلسطين وبلغه عن بيسرى الشمسي انه كاتب التتر فنكر عليه وأغلظ له في الوعيد وارتاب الأمراء من ذلك وتمشت رجالاتهم واتفقوا وركب حسام الدين لاشين وبدر الدين بيسرى وشمس الدين قراسنقر وسيف الدين قفجاق وبهادر الحلبي الحاجب وبكتاش الفخري وببليك الخازندار وأقوش الموصلي وبكتمر السلحدار وسلار وطغجى وكرجي ومعطاى ومن انضاف إليهم بعد أن بايعوا لاشين وقصدوا مخيم بكتوت الأزرق فقتلوه وجاءهم ميحاص فقتلوه أيضا وركب السلطان كيبغا في لفيفه فحملوا عليه فانهزم إلى دمشق وبايع القوم لاشين ولقبوه المنصور وشرطوا عليه أن لا ينفرد عنهم برأى فقبل وسار إلى مصر ودخل القلعة ولما وصل كيبغا إلى دمشق لقيه نائبه سيف الدين غرلو وأدخله القلعة واحتاط على حواصل لاشين والأمراء الذين معه وأمن جماعة من مواليه ووصلت العساكر التي كانت مجردة بالرحبة ومقدمهم جاغان وكانوا قد داخلوا لاشين في شأنه ونزلوا ظاهر دمشق واتفقوا على بيعة لاشين وأعلنوا بدعوته وانحل أمر العادل وسأل ولاية صرخد وألقى بيده فحبس بالقلعة لسنتين من ولايته وبعث الأمراء ببيعتهم للاشين ودخل سيف الدين جاغان إلى القلعة ثم وصل كتاب لاشين ببعثه إلى مصر وبعث إلى كيبغا بولاية صرخد كما سأل ووصل قفجق المنصوري نائبا عن دمشق وأفرج لاشين بمصر عن ركن الدين بيبرس الجاشنكير وغيره من المماليك وولى قراسنقر نائبا وسيف الدين سلار استاذدار وسيف الدين بكتمر السلحدار أمير جاندار وبهادر الحلبي صاحب وأقر فخر الدين الخليلي على وزارته ثم عزله وولى مكانه شمس الدين سنقر الأشقر وقبض على قراسنقر النائب وسيف الدين سلار أستاذ دار آخر سنة ست وتسعين وولى مكانه سيف الدين منكوتمر الحسامي مولاه واستعمل سيف الدين قفجق المنصوري نائبا ثم أمر بتحديد عمارة جامع ابن طولون وندب لذلك علم الدين سنجر الدوادار وأخرج للنفقة فيه من خالص ماله عشرين ألف دينار ووقف عليه أملاكا وضياعا ثم بعث سنة تسع وسبعين بالناصر محمد بن قلاون إلى الكرك مع سيف الدين سلار استاذدار وقال لزين الدين ابن مخلوف فقيه بيته هو ابن أستاذي وأنا نائبه في الامر ولو علمت أنه يقوم بالأمر قمته وقد خشيت عليه في الوقت فبعثته إلى الكرك فوصلها في ربيع وقال النووي انه بعث معه جمال الدين بن أقوش ثم قبض السلطان في هذه السنة على بدر الدين بيسرى الشمسي بسعاية منكوتمر نائبه لان لاشين أراد أن يعهد إليه بالأمر فرده بيسرى عن ذلك وقبحه عليه فدس منكوتمر بعض مماليك بيسرى وانهوا إلى السلطان أنه يريد الثورة فقبض عليه آخر ربيع الثاني من السنة وأودعه السجن فمات في محبسه وقبض في
(٤٠٩)