في الطاعة فأساء جوابهم وقال لهم ان السلطان وصل وهزم عساكر التتر التي اتبعته ودخل قفجق إلى دمشق فقرأ عهد غازان له بولاية دمشق والشأم جميعا وجعل إليه ولاية القضاء وخطب لغازان في الجامع وانطلقت أيدي العساكر في البلد بأنواع جميع العيث وكذا في الصالحية والقرى التي بها والمزوداريا وركب ابن تيمية إلى شيخ الشيوخ نظام الدين محمود الشيباني وكان نزل بالعادلية فأركبه معه إلى الصالحية وطردوا منها اهل العيث وركب المشيخة إلى غازان شاكين فمنعوا من لقائه حذرا من سطوته بالتتر فيقع الخلاف ويقع وبال ذلك على أهل البلد فرجعوا إلى الوزير سعد الدين ورشد الدين فأطلقوا لهم الأسرى والسبي وشاع في الناس أن غازان أذن للمغل في البلد وما فيه ففزع الناس إلى شيخ الشيوخ وفرضوا على أنفسهم أربعمائة ألف درهم مصانعة له على ذلك وأكرهوا على غرمها بالضرب والحبس حتى كلت ونزل التتر بالمدرسة العادلية فأحرقها ارجواش نائب القلعة ونصب المنجنيق على القلعة بسطح جامع بنى أمية فأحرقوه فأعيد عمله وكان المغل يحرسونه فانتهكوا حرمة المسجد بكل محرم من غير استثناء وهجم أهل القلعة فقتلوا النجار الذي كان يصنع المنجنيق وهدم نائب القلعة ارجواش ما كان حولها من المساكن والمدارس والأبنية ودار السعادة وطلبوا ما لا يقدرون عليه وامتهن القضاة والخطباء وعطلت الجماعات والجمعة وفحش القتل والسبي وهدمت دار الحديث وكثير من المدارس ثم قفل إلى بلده بعد أن ولى على دمشق والشأم قفجق وعلى حماة وحمص بكتمر السلحدار وعلى سفد وطرابلس والساحل فارس الدين البكى وخلف نائبه قطلوشاه في ستين ألف حامية للشأم واستصحب وزيره بدر الدين بن فضل الله وشرف الدين ابن الأمير وعلاء الدين بن القلانسي وحاصر قطلوشاه القلعة فامتنعت عليه فاعتزم على الرحيل وجمع له قفجق الأوغاد في جمادى من السنة وبقي قفجق منفردا بأمره فأمن الناس بعض الشئ وأمر مماليكه ورجعت عساكر التتر من اتباع الترك بعد أن وصلوا إلى القدس وغزة والرملة واستباحوا ونهبوا وقائدهم يومئذ مولاي من أمراء التتر فخرج إليه ابن تيمية واستوهبه بعض الأسرى فأطلقهم وكان الملك الناصر لما وصل إلى القلعة ووصل معه كيبغا العادل وكان حضر معه المعركة من محل نيابته بصرخد فلما وقعت الهزيمة سار مع السلطان إلى مصر وبقي في خدمة النائب سلاروجرد السلطان العساكر وبث النفقات وسار إلى الصالحية وبلغه رحيل غازان من الشأم ووصل إليه بليان الطباخي نائب حلب على طريق طرابلس وجمال الدين الافرم نائب دمشق وسيف الدين كراى نائب طرابلس واتفق السلطان في عساكرهم وبلغه أن قطلوشاه نائب غازان رحل من
(٤١٤)