سفيان إلى معاوية بالفتح وكان يبعث العساكر كل سنة للمرابطة بها ثم جاء إلى عبد الملك ابن مروان بطريق من الروم وسأله في عمارتها والنزول بها مجمعا على أن يعطيه الخراج فأجابه وأقام قليلا ثم غدر بمن عنده من المسلمين وذهب إلى بلاد الروم فتخطفته شواني المسلمين في البحر وقتله عبد الملك ويقال الوليد وملكها المسلمون وبقي الولاة يملكونها من دمشق إلى أن جاءت دولة العبيديين فأفردوها بالولاية ووليها رمان الخادم ثم سر الدولة ثم أبو السعادة علي بن عبد الرحمن بن جبارة ثم نزال ثم مختار الدولة بن نزال وهؤلاء كلهم من أهل دولته ثم تغلب قاضيها أمين الدولة أبو طالب الحسن بن عمار وتوفى سنة أربع وستين وأربعمائة وكان من فقهاء الشيعة وهو الذي صنف الكتاب الملقب بخراب الدولة ابن منقذ بن كمود فقام بولاية أخيه أبى الحسن بن محمد بن عمار ولقبه جلال الدين وتوفى سنة اثنتين وتسعين صنجيل من ملوكهم واسمه ميمنت ومعناه ميمون وصنجيل اسم مدينة عرف بها وأقام صنجيل يحاصرها طويلا وعجز ابن عمار عن دفاعه ثم قصد سلطان السلجوقية بالعراق محمد بن ملك شاه مستنجدا به واستخلف بالمناقب ابن عمه على طرابلس ومعه سعد الدولة فتيان بن الأغر فقتله أبو المناقب ودعا للأفضل بن أمير الجيوش المستبد على خلفاء العبيديين بمصر لذلك العهد ثم هلك صنجيل وهو محاصر لها وولى مكانه السرداني من زعمائهم وبعث الأفضل قائدا إلى طرابلس فأقام بها وشغل عن مدافعة العدو وبجمع الأموال ونمى عنه إلى الأفضل أنه يروم الاستبداد فبعث آخر مكانه ونافر أهل البلد لسوء سيرته فتبين وصول المراكب من مصر بالمدد وقبض على أعيانهم وعلى مخلف فخر الملك بن عمار من أهله وولده وبعث بهم إلى مصر وجاء فخر الملك بن عمار بعد أن قطع حبل الرجاء في يده من انجاد السلجوقية لما كانوا فيه من الشغل بالفتنة وربما علله بعضهم بولاية الوزارة له ثم رجع إلى دمشق سنة ثنتين وخمسمائة ونزل على طغتكين الأتابك ثم ملكها السرداني سنة ثلاث وخمسمائة بعد حصارها سبع سنين وجاء ابن صنجيل من بلاد الإفرنج فملكها منه وأقامت في مملكته نحوا من ثلاثين سنة ثم ثار عليه بعض الزعماء وقتله؟؟ بطرس الأعور واستخلف في طرابلس القوش بطرار ثم كانت الواقعة بين صاحب القدس ملك الإفرنج وبين زنكى الأتابك صاحب الموصل وانهزم الإفرنج وأسر القوش في تلك الوقعة ونجا ملك الإفرنج إلى تغريب فتحصن بها وحصره زنكى حتى اصطلحا على أن يعطى تغريب ويطلق زنكى الأسرى في الواقعة فانطلق القوش إلى طرابلس فأقام بها مدة ووثب الإسماعيلية به فقتلوه وولى بعده رهند صبيا وحضر مع الإفرنج سنة سبع وخمسين وقعة حارم التي هزمهم فيها العادل وأسر رهند يومئذ وبقي في اعتقاله إلى أن ملك صلاح الدين يوسف
(٤٠٢)