لسعيد صاحب الضبينة فقتله قطر واستولى على الشام أجمع وأقر المنصور صاحب حماة على بلده ورجع إلى مصر فهلك في طريقه قتله بيبرس البندقدارى وجلس على التخت مكانه وتلقب بالظاهر حسبما يذكر ذلك كله في دولة الترك ثم جاءت عساكر التتر إلى الشام وشغل هلاكو عنهم بالفتنة مع قومه وأسف على قتل كسعا نائبه وهزيمة عساكره فأحضر الناصر ولامه على ما كان منه من تسهيله عليه أمر الشام وتجنى عليه أنه غره بذلك فاعتذر له الناصر فلم يقبل فرماه بسهم فأنفذه ثم اتبعه بأخيه الظاهر بالصالح بن الأشرف موسى صاحب حمص وشفعت زوجة هلاكو في العزيز بن لناصر وكان مع ذلك يحبه فاستبقاه وانقرض ملك بنى أيوب من الشام كما انقرض قبلها من مصر واجتمعت مصر والشام في مملكة الترك ولم يبق لبنى أيوب بهما ملك لا للمنصور بن المظفر صاحب حماة فان قطرا أقره عليها والظاهر بيبرس من بعده وبقي في امارته هو وبنوه مدة من دولة الترك وطاعتهم حتى أذن الله بانقراضهم وولى عليها غيرهم من أمرائهم كما نذكر في أخبار دولتهم والله وارث الأرض ومن عليها والعاقبة للمتقين
(٣٦٧)