فلما انتهى إلى الحرم نزل واغتسل وأخذ نعليه بيديه ثم دخل الحرم حافيا، فصنعت مثل ما صنع، فقال: يا أبان من صنع مثل ما صنعت تواضعا لله عز وجل محى الله تعالى عنه مائة ألف سيئة، وبنى له مائة ألف درجة، وقضى له مائة ألف حاجة " وفي حسن معاوية بن عمار (1) عنه (عليه السلام) أيضا: إذا انتهيت إلى الحرم انشاء الله فاغتسل حين تدخله، وإن تقدمت فاغتسل من بئر ميمون أو من فخ أو منزلك بمكة " ولكن في صحيح ذريح المحاربي (2) " سألته عن الغسل في الحرم قبل دخول مكة أو بعد دخولها قال: لا يضرك أي ذلك فعلت، وإن اغتسلت بمكة فلا بأس، وإن اغتسلت في بيتك حين تنزل مكة فلا بأس " وربما ظهر منه كون الغسل واحدا كما جزم به في المدارك فإنه بعد أن ذكر النصوص المزبورة وخبر عجلان أبي صالح (3) " قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إذا انتهيت إلى بئر ميمون أو بئر عبد الصمد فاغتسل واخلع نعليك وامش حافيا وعليك السكينة والوقار " قال: " ومقتضاها استحباب غسل واحد قبل دخول الحرم أو بعده من بئر ميمون الحضرمي الذي في الأبطح، أو من فخ وهو على فرسخ من مكة للقادم من المدينة، أو من المحل الذي ينزل فيه بمكة على سبيل التخيير، وغاية ما يستفاد منها أن إيقاع الغسل قبل دخول الحرم أفضل، فما ذكره المصنف وغيره من استحباب غسل لدخول مكة وآخر لدخول المسجد غير واضح، وأشكل منه حكم العلامة وجمع من المتأخرين باستحباب ثلاثة أغسال بزيادة غسل آخر لدخول
(٢٧٩)