لا يقال: هذا لو قيل بدلالتها على استحباب نفس العمل الذي بلغ عليه الثواب بعنوانه، وأما لو دل على استحبابه لا بهذا العنوان، بل بعنوان أنه محتمل الثواب، لكانت دالة على استحباب الاتيان به بعنوان الاحتياط، كأوامر الاحتياط، لو قيل بأنها للطلب المولوي لا الارشادي.
____________________
قوله: فظهر انه لو قيل بدلالة اخبار من بلغه ثواب... الخ اعلم أنه ربما يتوهم جواز التمسك باخبار " من بلغه ثواب " في اثبات جريان الاحتياط في العبادات من غير أن يرد عليه اشكال ان التقرب شرط في العبادات وهو لا يتمشى الا بعد العلم بالأمر المتعلق بها، وذلك لان الامر بها بمعونة تلك الأخبار يصير معلوما ضرورة انها تدل على أن كل عمل ورد عليه ثواب ولو بخبر ضعيف غير حجة يكون مأمورا به بنفس عنوانه بالأمر الاستحبابي، أو بعنوان انه محتمل الثواب، وعلى كل تقدير يصير الامر معلوما سواء أكان الامر متعلقا بنفس العمل وعنوانه، أم متعلقا به بعنوان انه محتمل الثواب وبعنوان الاحتياط.
ولكنه مدفوع بأنه لا مجال للتمسك بها لجريان الاحتياط في العبادات، ضرورة ان تلك الأخبار لا تخلو اما ان تكون دالة على استحباب العمل الذي بلغ عليه ثواب بعنوانه، فيكون ذلك العمل بنفسه مستحبا كساير المستحبات، وأين ذلك من الاحتياط؟! واما ان تكون دالة عليه بعنوان الاحتياط فلا يجدي في جريانه في العبادات وفي دفع الاشكال، فان الاتيان بمحتمل الامر كما هو
ولكنه مدفوع بأنه لا مجال للتمسك بها لجريان الاحتياط في العبادات، ضرورة ان تلك الأخبار لا تخلو اما ان تكون دالة على استحباب العمل الذي بلغ عليه ثواب بعنوانه، فيكون ذلك العمل بنفسه مستحبا كساير المستحبات، وأين ذلك من الاحتياط؟! واما ان تكون دالة عليه بعنوان الاحتياط فلا يجدي في جريانه في العبادات وفي دفع الاشكال، فان الاتيان بمحتمل الامر كما هو