قلت: لا يخفى أن منشأ الاشكال هو تخيل كون القربة المعتبرة في العبادة مثل سائر الشروط المعتبرة فيها، مما يتعلق بها الامر المتعلق بها، فيشكل جريانه حينئذ، لعدم التمكن من قصد القربة المعتبر فيها، وقد عرفت أنه فاسد، وإنما اعتبر قصد القربة فيها عقلا لاجل أن الغرض منها لا يكاد يحصل بدونه.
____________________
والجواب عن هذا الجواب يعلم مما ذكرناه آنفا، فان ترتب الثواب على الاحتياط فرع امكانه، ولا يمكن الا على وجه دائر، مضافا إلى عدم امكان تعلق الامر المولوي بالاحتياط حتى يكون مصححا للتقرب لما ذكرناه.
ومنها ما افاده الشيخ الأنصاري من أن المراد بالاحتياط في العبادات هو مجرد الاتيان بجميع ما يحتمل اعتباره في المأمور به عدا قصد القربة.
وهذا الجواب أيضا مخدوش بوجوه: الأول انه مستلزم للقول بخروج العبادة عن كونها عبادة وصيرورتها توصليا مع أن موضوع البحث هو الفعل التعبدي لا التوصلي، الثاني: عدم مساعدة دليل على حسن الاحتياط في العبادات من غير قصد التقرب فيها كما لا يخفى، فان الاحتياط فيها بغير التقرب والاتيان بنفس العمل ليس من الاحتياط حقيقة، بل هو امر لو دل عليه دليل كان مطلوبا نفسيا مولويا، ولا يكون لادراك الواقع كما هو، الثالث انه التزام بالاشكال وانه لا يمكن الاحتياط فيها كما ذهب إليه المستشكل، الرابع انه مستلزم لما لا يلتزم به الشيخ من كفاية الاتيان بصورة العمل ولو كان رياء أو بداع نفساني، نعم لو دل دليل شرعي على الترغيب في الاحتياط في خصوص العبادات، وقلنا بعدم امكانه حقيقة فيها باعتبار عدم امكان نية القربة مع الجهل
ومنها ما افاده الشيخ الأنصاري من أن المراد بالاحتياط في العبادات هو مجرد الاتيان بجميع ما يحتمل اعتباره في المأمور به عدا قصد القربة.
وهذا الجواب أيضا مخدوش بوجوه: الأول انه مستلزم للقول بخروج العبادة عن كونها عبادة وصيرورتها توصليا مع أن موضوع البحث هو الفعل التعبدي لا التوصلي، الثاني: عدم مساعدة دليل على حسن الاحتياط في العبادات من غير قصد التقرب فيها كما لا يخفى، فان الاحتياط فيها بغير التقرب والاتيان بنفس العمل ليس من الاحتياط حقيقة، بل هو امر لو دل عليه دليل كان مطلوبا نفسيا مولويا، ولا يكون لادراك الواقع كما هو، الثالث انه التزام بالاشكال وانه لا يمكن الاحتياط فيها كما ذهب إليه المستشكل، الرابع انه مستلزم لما لا يلتزم به الشيخ من كفاية الاتيان بصورة العمل ولو كان رياء أو بداع نفساني، نعم لو دل دليل شرعي على الترغيب في الاحتياط في خصوص العبادات، وقلنا بعدم امكانه حقيقة فيها باعتبار عدم امكان نية القربة مع الجهل