ثانيها: إنه لما وجب الانذار لكونه غاية للنفر الواجب، كما هو قضية كلمة (لولا) التحضيضية، وجب التحذر، وإلا لغى وجوبه.
____________________
ان قلت: ليس في الآية ما يدل على أن الامر بالتفقه يكون لاجل العمل، بل انما تدل الآية على أنه لاجل الانذار والتخويف والتحذير لعله يترتب عليه الحذر، والتخويف انما يكون بالعقاب الأخروي والوقوع في المهالك.
قلت: كون الآية في مقام ايجاب التفقه لاجل التحذير فقط بعيد غاية البعد، ومن كان له أدنى بصيرة يصدق قولنا.
فان قلت: إن كان المقصود بالانذار تبليغ الاحكام وبالحذر العمل على طبقها بعد البلاغ، فلماذا عبر عنهما بالانذار والحذر؟
قلت: يمكن ان يجاب بأنه لما كان تبليغ الاحكام نوعا من الانذار باعتبار ما يترتب على ترك العمل بها، والعمل أيضا يكون نوعا من الحذر باعتبار كونه موجبا ومحركا نحو العمل، فيصح ان يعبر عنهما بهما، بل التعبير بهما أفصح وأبلغ، لان التعبير بهما يرشدنا إلى استتباع المخالفة للعقاب ويكون باعثا أشد البعث إلى ما فيه الثواب.
وبالجملة فالآية بمجموعها تدل على وجوب التعلم مقدمة للعمل، وتدل أيضا على جواز العمل بقول الغير، بل على وجوبه في الجملة.
وبذلك يندفع ما في كلام بعض من أن الآية تدل على وجوب النفر إلى
قلت: كون الآية في مقام ايجاب التفقه لاجل التحذير فقط بعيد غاية البعد، ومن كان له أدنى بصيرة يصدق قولنا.
فان قلت: إن كان المقصود بالانذار تبليغ الاحكام وبالحذر العمل على طبقها بعد البلاغ، فلماذا عبر عنهما بالانذار والحذر؟
قلت: يمكن ان يجاب بأنه لما كان تبليغ الاحكام نوعا من الانذار باعتبار ما يترتب على ترك العمل بها، والعمل أيضا يكون نوعا من الحذر باعتبار كونه موجبا ومحركا نحو العمل، فيصح ان يعبر عنهما بهما، بل التعبير بهما أفصح وأبلغ، لان التعبير بهما يرشدنا إلى استتباع المخالفة للعقاب ويكون باعثا أشد البعث إلى ما فيه الثواب.
وبالجملة فالآية بمجموعها تدل على وجوب التعلم مقدمة للعمل، وتدل أيضا على جواز العمل بقول الغير، بل على وجوبه في الجملة.
وبذلك يندفع ما في كلام بعض من أن الآية تدل على وجوب النفر إلى