ويؤيده الأخبار ففي تفسير العياشي عن الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام أنه قال في حديث له: [ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت، ويعظمونه لتعظيم الله إياه، وأن يلقونا حيث كنا نحن الإدلاء على الله].
وهذا مبني على كون الحج والعبادات من فروعهم، والولاية أصل من الأصول، وقد ورد ذلك متواترا عنهم من طرقنا، يجدها المتتبع في كتب الحديث.
كما أن المعاصي والمنكرات مظاهر لأعدائهم لملازمة طاعتهم طاعة الله تعالى ومعصيتهم معصيته وقد ورد في ذلك أخبار كثيرة، منها قوله عليه السلام: [كذب من أحبنا وهو يعصي الله] وقوله: [من كان مطيعا لله فهو ولينا، ومن كان عاصيا لله فهو عدونا].
من هنا أولت تلك الألفاظ بأعدائهم، وذكر في تأويل بعض المفردات القرآنية أشخاصا من الأنبياء والأئمة عليهم السلام من باب أنهم المصداق البارز لمعاني تلك الألفاظ. ففي لسان الميزان لابن حجر العسقلاني، ج 6، ص: 76 قال حدثنا عبد الأعلى أبي المساور سمعت المغيرة بن سعيد يقول: {إن الله يأمر بالعدل} (أي علي) {والإحسان} (أي فاطمة)، وإيتاء ذي القربى (أي الحسن والحسين) {وينهى عن الفحشاء والمنكر}، قال: فلان أفحش الناس، والمنكر فلان.
أقول: هذا التأويل يؤيده قوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} (16) [المائدة: 67]، فإنه تعالى اعتبر الذي لم يؤمن بالولاية من الكافرين الذي يصدق عليه التأويل المذكور.
قال المولى أبو الحسن العاملي في مرآة الأنوار نقلا عن أستاذه: لما كانت الصلاة كاملة في علي عليه السلام ولم يصدر كاملها إلا منه، ومن أمثاله كالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة صلوات الله عليهم، وقد ظهر عليه وعليهم آثارها، فكأنه وهم