وقد ثبت أن الصحابة سألوه عن كيفية هذه الصلوات المأمور بها، فقال: [قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد..] كما مرت في الأحاديث في الكيفيات ومطلب نزول الآية. وقد ثبت أن السلام الذي علموه هو السلام عليه في الصلاة المكتوبة، وهو سلام التشهد، فمخرج الأمرين والتعليمين والمحلين واحد.
وقد علمهم التشهد آمرا لهم به فيه، وفيه ذكر التسليم عليه صلى الله عليه وآله وسلم، فسألوه عن الصلاة عليه فعلمهم إياها، ثم شبهها بما علموه من التسليم عليه، وهذا يدل على أن الصلاة والتسليم المذكورين في الحديث هما الصلاة والتسليم عليه في الصلاة.
والشاهد على ذلك الزيادة في حديث ابن إسحاق الذي هو ثقة لم يجرح وقد ثقة كبار الأئمة وأثنوا عليه بالحفظ والعدالة، اللذين هما ركنا الرواية: [كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا]، وسؤاله صريح أنه كان بخصوص الصلاة في الصلاة المكتوبة أما حديثه فقد رواه جماعة من الحفاظ وصححوا هذه العبارة منهم ابن خزيمة، وابن حبان والحاكم، والدارقطني، والبيهقي، وإليك نص الحديث عن أحمد في مسنده، ج: 4، ص: 119، رقم [56513] قال: حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال وحدثني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إذا المرء المسلم صلى عليه في صلاته محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري أخي الحارث ابن الخزرج عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ونحن عنده فقال: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك؟ قال فصمت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حتى أجبنا أن الرجل لم يسأله.
فقال: إذا أنتم صليتم علي: [فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد].