وما أشد حاجة المسلمين اليوم أن يذكر بعضهم بعضا بما يجب عليهم أن يصنعوه تكريما لنبيهم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ويعظموه في ما يرضيه من الوحدة في فهم الكتاب والسنة، فقد وصلت يد الخيانة والنفاق في صلاتهم الواجبة التي هي أعظم عمل في الإسلام والمسلمين وتركتهم في نزاع وشقاق مفرطين باختلاف الأنظار في مشروعية الصلاة على نبيهم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ووجوبها فيها، وكان حريا بهم أن يكونوا قد عرفوها وأحاطوا بها علما لأن الله أمرهم بها ودعاهم إليها في كتابه بقوله:
{إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} فكان الأولى أن يبذلوا قليلا من الجهد إن صدق حبهم للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في تعلم كيفية الصلاة عليه، والتعرف على العقائد الصحيحة، والشرائع المحكمة، التي جاء بها ودعا الناس إلى الاعتقاد والعمل بها، والتنبه إلى البدع الكثيرة التي دخلت عليهم في دينهم، حتى أضحى معها المتمسك بهدي الكتاب والسنة غريبا.
وإن كنت في شك من بعضهم بعدم علمهم بواقع الحقيقة وما أراد الله تعالى في أمره، فقد رأيتهم يصلون إلى الحقيقة بأدلة قاطعة ثم يحاول لو اللجام، والتمويه في السبيل وعقد القتام في وجه الحق.
وقد ألف طائفة من العلماء في الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الكتب والرسائل النافعة، لعلمهم أنها من أفضل القربات، وأجل العبادات، إلا أن هذه الكتب والرسائل رغم أنه استوعبت كل ما يتصل بالصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من الآداب والأحكام والحقوق التي له على الأمة لم تسلم من العيب الذي وقع فيه عامة المؤلفين في العلوم الإسلامية المختلفة، وبخاصة الفقه، وهو الخلط، وعدم التمييز بين ما صح وبين ما لم يصح من الأحاديث الواردة في هذا الأمر الجليل، وتضعيف بعضها حسب أهواء المذاهب بل عدم معرفة كيفيتها التي أرادها الله عز وجل حتى تجرأ البعض في فصل الآل عن الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وحاول