لا يهتدون * ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخب ء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم} [النمل: 16 إلى 26].
وما ألطف حكاية قول الهدهد في نفس السورة: {وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله} حيث يستغرب من عبادتهم للشمس دون المستحق للعبادة بل يسخر من عقولهم، ويعلق أن هذا من تزيين الشيطان لعملهم فأضلهم..
بل يثبت القرآن للجبال الوقت لعبادتها فيقول: {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق} [ص: 18]، وعدم إدراكنا لذلك لا يوجب الإنكار، ولا ينفي الحقيقة.
نعم: من باب الإعجاز قد أظهر الله تعالى عبادة بعض تلك الموجودات مع بعض الأنبياء كما في قوله تعالى: {وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين} [الأنبياء: 79].
وفي آية أخرى: {ولقد آتينا داوود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد} [سبأ: 10]، وكلمة {أوبي} تعني رجعي تسبيح الله مع داود عليه السلام، فليكن يا جبال! ويا أيها الطيور! تسبيحكم مطابقا مع تسبيح داود عليه السلام ولهذا الأمر الكوني واقع في الخارج، وحقيقة في الواقع.
وقوله تعالى: {وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها * بأن ربك أوحى لها} [الزلزلة: 5].
ليس من العجب إذا قلنا أن الأرض يوم القيامة تتحدث بما عمل الإنسان على ظهرها فقد عرفنا في هذا الزمن من الاكتشافات العلمية والأجهزة المتطورة في التكنولوجية ما يسهل علينا إمكان وقوع ذلك واحتمال مجئ زمن وإذا التراب والحجر والأرض تتحدث وهو أصل الخيرات والطيبات، وهل تسبيح الجبال مع داود إلا نوع من التحدث؟.