نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم * في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة...) [النور: 35 / 36 / 37].
فبين أن هذا النور إنما يوجد فقط في هذه البيوت، على أن المراد بالبيوت هنا ليس بيوت الطين والبناء وإن كان لها شرف وقداسة.. ولكن المراد بالبيوت هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. كما قال الإمام أبو جعفر الباقر - عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام - في حديثه لقتادة فقيه البصرة.
هذا جانب النور.. أما السفينة فهي واضحة وضوح الشمس في رائعة النهار.. حيث قال الحبيب المصطفى محمد " صلى الله عليه وآله وسلم ": [إن مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى]، فهم النور نور الله جل جلاله، وهم السفينة.. على أن ركوب السفينة لابد له من أجرة وقد جعل الله أجرة الركوب في سفينة النجاة مودة أهل البيت ومحبتهم والاعتراف بحقهم وولايتهم حيث يقول الحق سبحانه: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا)، فظهر أن الحسنة هنا إنما هي مودة أهل البيت عليهم السلام، وهي حسنة تذوب معها كل السيئات بل لا تضر معها سيئة لأنها حسنة في الولاية والسيئات في الذنوب والمعاصي يمكن أن يغفرها الله عز وجل أما جحد الولاية وبغض أهل البيت فإنها خيانة عظمى تصل إلى مستوى الشرك بالله وقد أجمعت المدارس الإسلامية والمذاهب كافة أن الذي يحمل في قلبه بغضا وحقدا لأهل البيت وضدهم لا تناله رحمة الله، ولا يشم رائحة الجنة حتى لو جاء بحسنات الأولين والآخرين.. لأن الله لا يتقبل إلا من المتقين والذي يبغض أهل البيت ليس من المتقين ولا من المؤمنين..
إذن فالحسنة هنا إنما هب مودتهم ومحبتهم وهي حسنة تذوب عندها كل سيئة لأن الحسنات - في الأساس - أقوى من السيئات وخصوصا حسنة الولاية لآل محمد عليهم الصلاة والسلام التي تعد ركنا وأصلا في الإسلام بل هي أكبر أصل وأعمق وأقوى ركن في الدين والعقيدة والولاية، وعلى أساس هذا الركن كمل الدين وتمت النعمة في يوم