وحروبهم فيها سجال وربما غلبوا من الفتنة بين دولة دوشى وبين بنى هلاكو ولبعدهم عن فتنة بنى دوشى خان لتوسط الممالك بين مملكتهم ومملكة مصر والشأم فتقع لهم الصاغية إليهم وتتجدد بينهم المراسلة والمهاداة في كل وقت ويستحث ملك الترك ملك صراى من بنى دوشى خان لفتنة بنى هلاكو والاجلاب عليهم في خراسان وما إليها من حدود مملكتهم ليشغلوهم عن الشأم ويأخذوا بحجزتهم عن النهوض إليه وما زال ذلك دأبهم من أول دولة الترك وكانت رغبة بنى دوشى خان في ذلك أعظم يفتخرون به على بنى هلاكو ولما ولى صراى انبك من بنى دوشى خان سنة ثلاث عشرة وكان نائبا ببلاد الروم فطلغمير وفدت عليه الرسل من مصر على العادة فعرض لهم فطلغمير بالصهر مع السلطان الناصر ببعض نساء ذلك البيت على شرطية الرغبة من السلطان في ظاهر الامر والتمهل منهم في امضاء ذلك وزعموا ان هذه عادة الملوك منهم ففعل السلطان ذلك وردد الرسل والهدايا أعواما ستة إلى أن استحكم ذلك بينهم وبعثوا إليه بمخطوبته طلبناش بنت طغاجى بن هند وابن بكر بن دوشى سنة عشرين مع كبير المغل وكان مقلدا يحمل على الأعناق ومعهم جماعة من أمرائهم وبرهان الدين امام أزبك ومروا بالقسطنطينية فبالغ لشكري في كرامتهم يقال إنه أنفق عليهم ستين ألف دينار وركبوا البحر من هناك إلى الإسكندرية ثم ساروا بها إلى مصر محمولة على عجلة وراء ستور من الذهب والحرير يجرها اكديش يقوده اثنان من مواليها في مظهر عظيم من الوقار والتجلة ولما قاربوا مصر ركب للقائهم النائبان أرغون وبكتمر الساقي في العساكر وكريم الدين وكيل السلطان وأدخلت الخاتون إلى القصر واستدعى ثالث وصولها القضاة والفقهاء وسائر الناس على طبقاتهم إلى الجامع بالقلعة وحضر الرسل الوافدون عندهم بعد أن خلع عليهم وانعقد النكاح بين وكيل السلطان ووكيل أزبك وانفض ذلك المجمع وكان يوما مشهودا ووصلت رسل أبى سعيد صاحب بغداد والعراق سنة ثنتين وعشرين وفيهم قاضي توريز يسألون الصلح وانتظام الكلمة واجتماع اليد على إقامة معالم الاسلام من الحج واصلاح السابلة وجهاد العدو فأجاب السلطان إلى ذلك وبعث سيف الدين ايتمش المحمدي لاحكام العقد معهم واستضاء ايمانهم فتوجهه لذلك بهدية سنية وعاد سنة ثلاث وعشرين ومعه رسل أبى سعيد ومعه جوبان لمثل ذلك فتم ذلك وانعقد بينهم وقد كانت قبل ذلك تجددت الفتنة بين أبى سعيد وصاحب صراى نفرة من أزبك صاحب صراى من تغلب جوبان على أبي سعيد وفتكه في المغل وكانت بين جوبان وبين سبول صاحب خوارزم وما وراء النهر فتنة ظهر فيها أزبك وأمده بالعساكر فاستولى أزبك على أكثر بلاد خراسان وطلب من
(٤٣١)