وأقره على ملك أبيه بكيفا وأبقى بيده آمد التي كان ملكها لأبيه وشرط عليه مراجعته في أحواله والوقوف عند أوامره وأقام أميرا من أصحاب ابنه قرا أرسلان اسمه صلاح الدين فقام بأمور دولته واستقر ملكه بكيفا وآمد وما إليهما إلى أن توفى سنة سبع وتسعين وخمسمائة تردى من جوسق له بحصن كيفا فمات وكان أخوه محمود مرشحا لمكانه إلا أن قطب الدين سقمان كان شديد البغضاء له وأشخصه إلى حصن منصور من آخر عملهم واصطفى مملوكه إياسا وزوجه بأخته وجعله ولى عهده (ولما توفى) ملك بعده مملوكه وشخص أهل الدولة فدسوا إلى محمود فسار إلى آمد وسبقه اياس إليها ليدافعه فلم يطق وملك محمود آمد واستولى على البلد كلها وحبس إياسا إلى أن أطلقه بشفاعة صاحب بلاد الروم ولحق به وانتظم في أمرائه واستقل محمود بملك كيفا وآمد وأعمالهما ولقب ناصر الدين وكان ظالما قبيح السيرة وكان ينتحل العلوم الفلسفية وتوفى سنة تسعة عشر وستمائة وولى مكانه المسعود وحدثت بينه وبين الأفضل بن عادل فتنة واستنجد عليه أخاه الكامل فسار في العساكر من مصر ومعه داود صاحب الكرك والمظفر صاحب حماة فحاصروه بآمد إلى أن نزل عنها وجاء إلى الكامل فاعتقله فلم يزل عنده حبيسا إلى أن مات الكامل فذهب إلى التتر فمات عندهم (وأما) عماد الدين بن قرا أرسلان الذي ملك خرت برت من يد قطب الدين سقمان ابن أخيه نور الدين فلم تزل في يده إلى أن توفى سنة احدى وستمائة لعشرين سنة من ملكه إياها (وملكها بعده) ابنه نظام الدين أبو بكر وكانت بينه وبين ناصر الدين محمود ابن عمه نور الدين صاحب آمد وكيفا عداوة ودخل محمود في طاعة العادل بن أيوب وحضر مع ابنه الأشرف في حصار الموصل على أن يسير معه بعدها إلى خرت برت فيملكها له وكان نظام الدين مستنجدا ؟؟ الدين قليج أرسلان صاحب بلاد الروم فمات وسار الأشرف مع محمود بعساكره وحاصروا خرت برت في شعبان سنة احدى وستين وملكوا ربضها وبعثوا غياث الدين صاحب الروم إلى نظام الدين المدد بالعساكر مع الأفضل بن صلاح الدين صاحب سميساط فلما انتهوا إلى ملطية أفرج الأشرف ومحمود عن خرت برت إلى بعض حصون نظام الدين بالصحراء ببحيرة سهنين وفتحت في ذي الحجة سنة احدى وستين فلما وصل الأفضل بعساكر غياث الدين ووصل الأشرف عن البحيرة راجعا جاء نظام الدين بالعساكر إلى الحصن فامتنع عليه وبقي لصاحب آمد ثم ملك كيفباد صاحب الروم حصن خرت برت من أيديهم سنة احدى وثلاثين وانقرض منها ملك بنى سقمان والله وارث الأرض ومن عليها واليه يرجعون
(٢١٩)