صاحب جيشه واقتتلوا منتصف محرم سنة عشر على بحيرة طبرية فانهزم الإفرنج وقتل منهم كثير وغرق كثير في بحيرة طبرية ونهر الأردن ولقيتهم عساكر طرابلس وأنطاكية فاشتدوا وأقاموا بجبل قرب طبرية وحاصرهم المسلمون فيه ثم يئسوا من الظفر به فساحوا في بلادهم واكتسحوها وخربوها ونزلوا مرج الصفر وأذن مودود للعساكر في العود والراحة ليتهيؤوا للغزو سلخ الشتاء ودخل دمشق آخر ربيع من سنة ليقيم عند طغركين تلك المدة وصلى معه أول جمعة ووثب عليه باطني بعد الصلاة فطعنه ومات آخر يومه واتهم طغركين بقتله وولى السلطان مكانه على الموصل أقسنقر البرسقي فقبض على اياز بن أبي الغازي وأبيه صاحب حصن كيفا فسار بنو أرتق إلى البرسقي وهزموه وتخلص اياز من أسره فلحق أبو الغازي أبوه بطغركين صاحب دمشق وأقام عنده وكان مستوحشا من السلطان محمد لاتهامه بقتل مودود فبعث إلى صاحب أنطاكية من الفرنج وتحالفوا على المظاهرة وقصد أبو الغازي ديار بكر فظفر به قيرجان ابن قراجا صاحب حمص وأسره وجاء طغركين لاستنقاذه فحلف قيرجان ليقتلنه إن لم يرجع طغركين إلى بلاده وانتظر وصول العساكر من بغداد تحمله فأبطأت فأجاب طغركين إلى اطلاقه ثم بعث السلطان محمد العساكر لجهاد الإفرنج والبداءة بقتال طغركين وأبى الغازي فساروا في رمضان سنة ثمان وخمسمائة ومقدمهم برسق ابن برسق صاحب همذان وانتهوا إلى حلب وبعثوا إلى متوليها لؤلؤ الخادم ومقدم عسكرها شمس الخواص يأمرونهما بالنزول عنها وعرضوا عليهما كتب السلطان بذلك فدافعا بالوعد واستحثا طغركين وأبا الغازي في الوصول فوصلا في العساكر وامتنعت حلب على العساكر وأظهروا العصيان فسار برسق إلى حماة وهي لطغركين فملكها عنوة ونهبها ثلاثا وسألهما الأمير قيرجان صاحب حمص وكان جميع ما يفتحه من البلاد له بأمر السلطان فانتقض الأمراء من ذلك وكسلوا عن الغزو وسار أبو الغازي وطغركين وشمس الخواص إلى أنطاكية يستنجدون صاحبها دجيل من الإفرنج ثم توادعوا إلى انصرام الشتاء ورجع أبو الغازي إلى ماردين وطغركين إلى دمشق ثم كان في اثر ذلك هزيمة المسلمين واستشهد برسق وأخوه زنكى وقد تقدم خبر هذه الهزيمة في أخبار البرسقي ثم قدم السلطان محمد بغداد فوفد عليه أتابك طغركين صاحب دمشق في ذي القعدة من سنة تسع مستعينا فأعانه وأعاده إلى بلده والله سبحانه وتعالى أعلم * (وفاة رضوان بن تتش صاحب حلب وولاية ابنه البارسلان) * ثم توفى رضوان بن تتش صاحب حلب سنة تسع وخمسمائة وقد كان قتل أخويه
(١٥٣)