(صلى الله عليه وآله) حين صد عن البيت وقد كان ساق الهدي وأحرم أراه الله الرؤيا التي أخبرك بها في كتابه إذ يقول: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين " (1) فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الله سيفي له بما أراه فمن ثم وفر ذلك الشعر الذي كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر ولا كان ذلك من قبله ".
قال في الوافي ونعم ما قال قيل إن الحلق كان في الجاهلية عارا عظيما في العرب فلما جاء الاسلام وفرض الحج وصار سنة لم يجدوا بدا من فعله حين يحجون أو يعتمرون ولكنه كان كبيرا عليهم في غيرهما ولما رأى النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك منهم أمرهم بتربية الشعر لئلا يكونوا شعثا دوي قمل، ثم إن منهم من حلق ومنهم من ترك الشعر حتى آل الأمر إلى أن صار الحلق شعارا للشيعة لأن أئمتهم (عليهم السلام) كانوا محلقين أسوة برسول الله (صلى الله عليه وآله) وخلافه شعارا لمخالفيهم لأن أئمتهم لحميتهم الجاهلية يعدونها مثلة لارتدادهم إلى ما كانوا عليه قبل الاسلام. انتهى وأما ما ذكره الصدوقان في الرسالة والفقيه من حديث السنن العشر فهو عين عبارة الفقه الرضوي حيث قال بعد كلام قد سقط من النسخة التي عندي من الكتاب " ولكنها من الحنيفية التي قال الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله) " واتبع ملة إبراهيم حنيفا " (2) فهي عشر سنن خمس في الرأس وخمس في الجسد. فأما التي في الرأس فالفرق والمضمضة والاستنشاق وقص الشارب والسواك، وأما التي في الجسد فنتف الإبط وتقليم الأظافير وحلق العانة والاستنجاء والختان، وإياك أن تدع الفرق إن كان لك شعر فقد روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3) أنه قال: " من لم يفرق