إن إبراهيم لم يكن رأيه نابع عن علم فأي شئ سوغ له أن لا يذكر أهل البيت عليهم الصلاة والسلام في الصلاة ويقتصر على من سماهما بالوزيرين اللهم إلا التعصب والنصب وشاء الله تعالى أن ينزه أهل البيت عليهم الصلاة والسلام من ألسنة المغنين وأهل الخمر كما نقل ذلك في تاريخ إبراهيم.
وهنا أتذكر ما نقله في الأغاني، يصلح أن يكون جوابا لكل من كره ذلك للإمام علي عليه الصلاة والسلام وأولاده. ذكر: أن إبراهيم بن المهدي العباسي - والذي مر ذكره - حدث يوما المأمون أنه رأى علي بن أبي طالب (وكان منحرفا عنه عليه السلام) قال:
فقلت له من أنت فأخبرني أنه علي فمشينا حتى جئنا قنطرة فذهب ليتقدمني لعبورها فأمسكته وقلت له إنما أنت رجل تدعي هذا الأمر بامرأة ونحن أحق به منك، فما رأيت له في الجواب بلاغة كما يوصف عنه، فقال له المأمون: وأي شئ قال لك؟ قال إبراهيم: ما زادني على أن قال: {سلاما}، فقال له المأمون قد والله أجابك أبلغ جواب، قال: وكيف؟ قال عرفك أنك جاهل لا يجاوب مثلك، قال تعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} [الفرقان: 63]، فخجل إبراهيم وقال: ليتني لم أحدثك بهذا الحديث.