الأربعة، وفي يوم كان يتحدث في أمر الخلفاء وحين ما يذكر الإمام علي عليه السلام يقول: (كرم الله وجهه) فسبقه لسانه في مرة وقال بعد ذكر اسمه: [صلوات الله وسلامه عليه]، وقد كانوا في شك من أمره وهنا تأكدوا من تشيعه، فقالوا: هذا رافضي وحصلت فتنة بين القوم وشكوا إلى رؤساء المذاهب، فرفع أمره - في قضية مفصلة تتعلق بكتابه [إحقاق الحق] - إلى السلطان فحكم الحنبلي بقتله بالسيف، والحنفي شنقا، والمالكي حرقا بالنار، وأما الشافعي فإنه قال: إنه لم يرتكب خلاف الشرع في صلاته على الإمام علي عليه السلام لأن عليا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة النفس كما قال تعالى: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} [آل عمران: 61]، والمقصود هو الإمام علي عليه السلام فالصلاة عليه صلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هي صلاة على الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه، بل إذا ذكر الإمام علي عليه السلام ولم يسلم أو يصل عليه فقد أساء الأدب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث هو بمنزلة نفسه المقدسة، وأن تعظيمه من تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم إن تميزهما بلفظ من اسم * لا تميزهما بعلم وحلم فهما واحد كروح بجسم * إنما المصطفى مدينة علم وهو الباب من أتاه أتاها لقد قتل هذا العالم لأجل الصلاة على الإمام علي عليه الصلاة والسلام علما أن أكثر علماء الشافعية يمنعون من الصلاة منفردا وتخصيصا منع كراهية تنزيه، لا كراهية تحريم.
ومنهم من قال: المنع من باب ترك الأولى وليس بمكروه. حكى هذه الأقوال النووي في (الأذكار) قال: والصحيح الذي عليه الأكثر أنه مكروه كراية تنزيه (128).